جميع الأخبار في مكان واحد

دراسة: الهروب من البطالة والشغل القار وراء اختيار مهنة التعليم بالمغرب

كشفت دراسة منجزة من طرف الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أن الهروب من البطالة والحصول على شغل بأجر قار في الوظيفة العمومية، هما الدافعان الرئيسيان اللذان يكمنان وراء اختيار مهنة التعليم بالمغرب.

وجاء ضمن خلاصات الدراسة، المعنونة بـ”مهنة الأستاذ في المغرب على ضوء المقارنة الدولية”، أن دوافع اختيار مهنة التدريس تنقسم إلى ثلاث فئات؛ دوافع الإيثار كنشاط يخدم المجتمع، ودوافع ذاتية مثل الاهتمام الشخصي بنشاط التعليم، ودوافع خارجية متعلقة بالحصول على المكافآت أو الامتيازات.

وأوردت الدراسة أن المقابلات التي أجريت مع الأساتذة كشفت أن الدوافع الخارجية هي المهيمنة على اختيارهم مهنة التدريس، وخاصة الرغبة في الحصول على عمل، وهو ما جاء على لسان أستاذ قال: “ذهبت إلى هذه المهنة بسبب الضروري، بعد حصولي على شهادة الإجازة في الاقتصاد عانيت من البطالة لمدة عام، وكان التدريس هو أول فرصة أتيحت لي واغتنمتها”.

وأكد التقرير أن مهنة التدريس ينظر إليها على أنها واحدة من الفرص القليلة إن لم تكن الوحيدة المتاحة لحاملي نوع من الشهادات الجامعية، مثل الفلسفة والأدب العربي.

وبالإضافة إلى الحصول على عمل، هناك دافع خارجي آخر يؤثر في اختيار هذه المهنة، ألا وهو “ساعات العمل والعطل المدرسية”، وهو ما يسمح بالتوفيق بين الحياة المهنية والحياة الأسرية، وهذا غالبا ما يكون المحفز الأساسي الذي يدفع النساء إلى اختيار مهنة التعليم.

ووقفت الدراسة على خلاصة مفادها أن الدوافع المرتبطة بالإيثار وحب الغير لا تقوم بدور كبير في اختيار مهنة التعليم؛ فقليلون هم الأساتذة المستجوبون الذين تكلموا عن أساس مثل الرغبة في العمل مع الأطفال.

في المقابل، تبين دراسة حديثة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن 90 في المائة من الأساتذة في بلدان هذه المنظمة يرون أن إمكانية التأثير في نمو الأطفال والمساهمة في المجتمع هي التي دفعتهم إلى اختيار مهنة التعليم، أما العوامل المتعلقة بالخصائص الاقتصادية لهذه المهنة وظروفها (المسار المهني القار وساعات العمل والعطل) لم ترد إلا قليلا في تصريحاتهم.

وفي حالة المغرب، ترجع أهمية دور العوامل الخارجية في اختيار مهنة التعليم إلى حاجة الشباب إلى إيجاد وظيفة في سوق لا تقدم الشغل لكل من يبحث عنه، وهو ما يجعل الهروب من البطالة وطرد شبحها والحصول على شغل بأجر قار في الوظيفة العمومية، دافعان رئيسيان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.