في عيدها الوطني.. الإمارات تحتفي بالإنجازات وترفع سقف الطموحات
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الخميس 2 دجنبر 2021 بعيدها الوطني الخمسين، تحتفي خلاله بإنجازات كبيرة جعلتها تحتل المراتب الأولى في أغلب المؤشرات وتصبح بذلك عاصمة عالمية للسياحة والأعمال والعيش المشترك والترفيه والتنمية.
وتحتفي الإمارات في هذا اليوم الوطني بتراثها وتنوعها وقيمها الإنسانية، وتسلط الضوء على مسيرة الإنجازات خلال الخمسين عاما الماضية، وتستشرف طموحاتها ورؤيتها للخمسين سنة المقبلة في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، كما تنظم عبر ربوع البلاد مهرجانات تراثية وثقافية، ومعارض فنية، وحفلات موسيقية، وعروض أداء وأنشطة رياضية، وألعابا نارية في جميع البلاد.
وبهذه المناسبة، قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إن “دولة الإمارات تنطلق بإرث من الإنجازات اليوم نحو الخمسين عاما القادمة برؤية استراتيجية شاملة بعيدة المدى، منهجها التميز والتفرد والريادة”.
وأضاف الشيخ خليفة أن بلاده تهدف إلى “تأمين مستقبل سعيد وحياة أفضل للأجيال القادمة والارتقاء بمكانة الدولة وسمعتها واستدامتها وقوتها الناعمة، بحيث تكون بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها من الدول الأفضل في العالم واقتصادها هو الأقوى والأنشط”.
واستعرض رئيس الدولة ما حققته بلاده في نصف قرن من قيام الاتحاد، موردا أن “الإرادة الصلبة والرؤية الثاقبة أثمرتا منجزات تنموية مشهودة مهدت الطريق لتجربة اتحادية رائدة جسدت قيم التفاهم والتنسيق بين المستويين الاتحادي والمحلي، وعززت من قيم العمل والعطاء والمشاركة، وعمقت مشاعر الفخر بالوطن، ووثقت الارتباط بدوائر انتمائه الخليجي والعربي”.
وعلق الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، بالقول إن “الخمسين الأولى كانت إعدادا واستعدادا … الخمسين الثانية انطلاقة إلى حدود علمية وعالمية واقتصادية وإنسانية عظيمة”.
وقال بن راشد في كلمة بمناسبة اليوم الوطني: “نتذكر والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ولا نجد ما يكفي من العبارات التي تعبر عن عظيم تقديرنا لقيادته وحكمته وعطاءاته، فلولاه لما قام الاتحاد، ولما صارت دولتنا حقيقة ثابته وفاعلة في منطقتنا وعالمنا”.
وتذكر الشيخ بن زايد “بالعرفان والتقدير الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، شريك الشيخ زايد في وضع لبنة الاتحاد الأولى في 18 فبراير 1968، ورفيق دربه في التأسيس والبناء ومواجهة التحديات”.
فيما عبر الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن الاعتزاز “بما حققناه خلال العقود الماضية، ونواصل مسيرة الإنجازات بإصرار أكبر وإرادة أقوى وطموحات لا حدود لها. رحم الله المؤسسين وحفظ الإمارات وأدام عليها الخير والعز والأمان”.
وقال بن زايد إن “الإنسان هو رأسمالنا الحقيقي وأهم عناصر ثروتنا ورهاننا الأساسي في مضمار التنافس العالمي”، وأضاف أن “ما يعزز ثقتنا في المستقبل هو انطلاقنا من أرضية صلبة بنيناها عبر أعوام طويلة من العمل والجهد والتخطيط جعلتنا نمتلك كل مقومات النهضة والريادة في مختلف المجالات، وأهمها تجربتنا الوحدوية الرائدة في محيطها العربي والإقليمي التي تمثل المصدر الأساسي لقوتنا بجانب مجتمع متماسك يجسد قيمنا الأصيلة في التعاون والتضامن والتكافل”.
إنجازات كبيرة
أصبحت الإمارات معروفة على الصعيد الدولي باقتصادها المعرفي القائم على التنوع والإبداع والابتكار، وخدماتها الصحية والتعليمية عالية المستوى، وبنيتها التحتية الحديثة المتكاملة، وبيئتها المستدامة، ومكانتها العالمية التنافسية، بما يعزز من قدرة الأفراد والمؤسسات، ويمكنهم من الإسهام الفاعل، والمشاركة الواعية في استشراف المستقبل والإسهام في صناعته.
كما نجحت الإمارات في تمكين المرأة والشباب، وبناء اقتصاد وطني معرفي متنوع، ومؤخرا نجحت في إرسال أول رائد فضائي إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، كما أطلقت إلى المريخ “مسبار الأمل”، لتصبح الأولى عربيا الخامسة عالميا التي تحقق هذا الإنجاز.
وعلى مستوى الطاقة النووية، توفقت الدولة في أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات على مستوى العالم العربي، لتتحول بذلك إلى مركز إقليمي لمشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة، كما اعتمدت استراتيجية وطنية لجذب المواهب واستقطاب العقول، وربطت بقوة بين السياسات الداخلية والنهج الخارجي، بما عزز من مكانة الدولة في محيطها الخليجي والعربي والإسلامي والعالمي.
وتحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل”، تستضيف الإمارات منذ أكتوبر الماضي فعاليات معرض “إكسبو دبي 2020″، الحدث العالمي التجاري الأكبر في تاريخ المنطقة، الذي يعتبر أكبر حدث حضوري منذ بداية الجائحة، والذي يستمر لستة أشهر بمشاركة دول العالم.
والواقع يؤكد أن الخمسين عاما الماضية من تاريخ الإمارات العربية المتحدة حققت خلالها الدولة تنمية مستدامة، واستقرارا سياسيا، وأمانا، وحكومة هي ضمن الأكفأ في العالم، وقطاعا خاصا لعب دورا رئيسا في تحريك عجلة الاقتصاد وتعزيز تنافسيته وإنتاجيته.
ونجحت الدولة في التحول إلى مركز مالي إقليمي ودولي رائد، وواجهة مفضلة للعيش والعمل والاستثمار والسياحة، متفوقة في مؤشرات التنافسية؛ سعادة، وتميزا، وحوكمة، وانفتاحا اقتصاديا، وجودة حياة، وريادة أعمال.
طموحات مستقبلية
تمضي الإمارات نحو المستقبل وفق استراتيجية متكاملة أساسها الإنسان الذي تعتبره الرأسمال الحقيقي وأهم عناصر ثروة البلاد، وتطمح إلى أن تكون الأفضل في مختلف المجالات، وأن يكون مستقبلها الأكثر تقدما وإشراقا على مختلف المستويات.
وتطرق دولة الإمارات أبواب العقود الخمسة المقبلة بحزمة من الإنجازات الحضارية غير المسبوقة في المنطقة، من الوصول إلى المريخ، والتخطيط لاكتشاف القمر، والإعلان عن مهمة لاكتشاف “كوكب الزهرة” وسبعة كويكبات أخرى في المجموعة الشمسية، إلى تنفيذ أول هبوط عربي على أحد هذه الكويكبات في رحلة توازي سبعة أضعاف رحلة “مسبار الأمل” نحو المريخ، وإنتاج الطاقة النووية للأغراض التنموية.
وقد وضعت الإمارات مرجعية وطنية واضحة لكل طموحاتها وأهدافها خلال الأعوام المقبلة، ممثلة في وثيقة “مبادئ الخمسين” التي تحدد المسار الاستراتيجي للدولة في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وتشكل إطارا لجميع مؤسساتها لتحقيق تطلعات شعبها، والحفاظ على المصالح الوطنية العليا، وإقامة علاقات خارجية تخدم التنمية في الداخل وتعزز أسس السلام والاستقرار والتعاون في المنطقة والعالم.
كما تمثل “مشروعات الخمسين” خريطة طريق الأولوية التنموية خلال العقود المقبلة، وتتضمن خمسين مشروعا تنمويا واستراتيجيا ونوعيا، تشكل ركيزة للانطلاق نحو مزيد من التطور لصالح الأجيال المقبلة في مختلف المجالات، واستثمار الفرص المتاحة، وتحويل التحديات إلى فرص للتطور والابتكار والإبداع، ومجال للمنافسة الإيجابية بين أبناء الوطن لتحقيق الأفضل على جميع المستويات.
وتسعى الدولة خلال الخمسين سنة المقبلة لأن تكون لديها المدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات ومراكز البحث والابتكار الأنجح والأكثر تميزا وتفردا، والخدمات الأكثر فعالية وحيوية، والتكنولوجيا الحديثة الأكثر تطورا، ونوعية الحياة الأكثر رضا وسعادة، والبنية التحتية الأكثر قوة وفاعلية، والكوادر البشرية الأكثر تأهيلا وتعليما وتدريبا.
ولتحقيق كل طموحاتها، وضعت الإمارات أسسا عشرة؛ أولها الإنسان، ثم العلم، وروح الفريق، والتنمية الشاملة، وامتلاك عناصر القوة التي تحمي المكتسبات وتصون المجتمع، وتعبئة واستثمار كل موارد الوطن وإمكاناته لتحقيق تطلعاته وطموحاته، واحتضان المواهب، والشراكات الفاعلة والإيجابية مع العالم، ورفض كل نزعات التطرف والتعصب والعنصرية، وأخيرا العمل من أجل السلام في المنطقة والعالم.