جميع الأخبار في مكان واحد

البغدادي: المبادرة المقاولاتية تحتاج “الزْعامة” .. والتمويل ليس أكبر عائق

بعد نسخة أولى ناجحة سنة 2019، يعود برنامج “1000 فكرة” في نسخته الثانية متوجهاً إلى الشباب حاملي المشاريع لمساعدتهم ومواكبتهم لتحويلها إلى مقاولات تنتهز الفرصة لتحقيق القيمة المضافة وخلق فرص الشغل.

وتقوم فكرة البرنامج، الذي أطلقته شركة “أفريقيا للمحروقات”، على تلقي أفكار مشاريع مقاولات على أساس أن يتم اختيار الأفضل للاستفادة من المواكبة والإرشاد والتمويل، وهو برنامج مجاني ومفتوح في وجه جميع المغاربة، دون شرط توفرهم على شهادة أو خبرة.

حول هذا البرنامج، وحصيلة نسخته الأولى وآفاق النسخة الثانية، نستضيف في هذا الحوار سعيد البغدادي، المدير العام لشركة “أفريقيا للمحروقات”، الذي يقدم قراءته لتجربة دعم مشاريع الشباب ويقدم نصائح للمقاولين الشباب.

كيف جاءت فكرة برنامج “ألف فكرة”؟

“أفريقيا للمحروقات” هي شركة وطنية موجودة منذ 60 سنة، وتوجد المسؤولية الاجتماعية في حمضها النووي، وفي هذا الإطار قامت بعدة مبادرات في ميادين مختلفة، رياضية وثقافية وتعليمية، وفي أواخر سنة 2019 فكرنا في دعم خلق المقاولات من أجل تشجيع إحداث فرص الشغل في جميع جهات المملكة.

وفي هذا الصدد، أطلقنا برنامج “ألف فكرة” في جميع أنحاء المغرب، وهو يتضمن ثلاثة مكونات: أولها التدريب والتكوين لمدة أسبوعين على الفعل المقاولاتي، والتطور الشخصي للمقاول، والمشاكل التي يمكن أن يواجهها، والأولويات وكيفية بداية العمل. المكون الثاني يشمل الحضانة (incubation) مع عدد من الشركاء لمواكبة حاملي مشاريع المقاولات، والإرشاد لمساعدتهم على إخراج الفكرة إلى حيز التنفيذ. أما المكون الثالث للبرنامج فيهم التمويل، حيث نقدم 200 ألف درهم للمقاولة، منها 20 ألف درهم كمنحة، و180 ألف درهم كقرض دون فائدة يُسترجع في ظرف أربع سنوات بعد سنة من انطلاق عمل المقاولة.

ما حصيلة النسخة الأولى من البرنامج؟

حصيلة النسخة الأولى جيدة جداً، حيث تلقينا 14 ألف فكرة مشروع مقاولة، واخترنا في الأخير 516 مشروع مقاولة استفادت من المراحل الثلاث، واليوم أصبحت عبارة عن مقاولات تشتغل وتحقق رقم معاملات وتخلق فرص شغل عديدة.

كم بلغت قيمة الدعم الموجه إلى المقاولات المحدثة؟

الدعم محدد في 200 ألف درهم لكل مشروع مقاولة، ويتم توفيرها حسب تطور وحاجة المقاولة، سواء في البداية أو إلى حين إنضاج الفكرة بشكل كبير، لأن الأهم من التمويل هو الفكرة ودراسة السوق.

بناء على خلاصات النسخة الأولى، هل التمويل يشكل العائق الكبير أمام الفعل المقاولاتي؟

لاحظنا أن هناك خطأ شائعاً يتمثل في التخوف من موضوع التمويل لدى صاحب الفكرة أو محيطه، وقد أكدت تجربتنا في النسخة الأولى أن الأهم بالدرجة الأولى هو فكرة المنتج أو الخدمة المزمع عرضها في السوق، وهل ستلقى الإقبال أم لا. أما الجانب الثاني المهم فهو الالتزام من طرف المقاول واستعداده للتضحية بوقته وماله والاشتغال لإنجاح المقاولة، ثم يأتي التمويل في المرتبة الثالثة، وهناك من يملك الأموال، لكن ليست لديه الأفكار.

ما هي توقعات وطموحات النسخة الثانية من البرنامج؟

نتمنى أن تكون ناجحة مثل النسخة الأولى. لقد أطلقنا التسجيل عبر موقع “www.1000fikra.ma” في فاتح دجنبر، وفي ظرف أسبوع تلقينا أزيد من 2000 ترشح، ولا تزال الترشحات مفتوحة.

ما هي القطاعات التي تزخر بفرص كبيرة للنجاح، في نظركم؟

ليس هناك قطاع معين، وبرنامج “ألف فكرة” لا يحدد شروطاً في هذا الصدد، كما لا نطلب ميداناً معيناً ولا دبلوماً ولا تجربة ولا مالاً.

لقد لاحظنا أن المقاولات التي تم إحداثها في النسخة الأولى شملت عدة قطاعات مثل التجارة والصناعة والتكوين والتكنولوجيات الحديثة، والملاحظ أن الشباب يتجهون لمعرفة مؤهلات المنطقة التي ينتمون إليها، وعلى أساسها يقدمون أفكاراً لخلق مقاولات.

ولمساعدة الشباب، وفرنا عبر موقع البرنامج معرضاً افتراضياً يضم عدد من المشاريع التي تم اقتناؤها في النسخة الأولى للحصول على أفكار المقاولات التي نجحت.

ما هي النصائح التي يمكن تقديمها لكل حامل مشروع؟

نصيحتي الأولى هي “الزْعامة”، والنصيحة الثانية هي الالتزام من طرف صاحب المقاومة لأنه هو المحرك الأول للمشروع ليخرج إلى حيز الوجود والاستمرار فيه ونجاحه.

هل صار المغاربة يقبلون على الفعل المقاولاتي الذي يحتاج المغامرة؟

نعم، مقارنة بالسنوات الماضية أصبح الشباب المغربي مقتنعا بفكرة إحداث المقاولات، والمساهمة في خلق فرص شغل عوض العمل لدى الدولة أو القطاع الخاص.

هل توجد فرص بالمغرب لنجاح مقاولات ناشئة وتحولها إلى شركات كبرى؟

نعم، وهناك أمثلة مغربية كبيرة في هذا الصدد. هناك فرص عدة في مختلف الجهات في قطاعات عدة مثل السياحة والفلاحة والصناعة والتكنولوجيات، ومثال نجاح قطاع صناعة السيارات في المغرب يحمل فرصاً كبيرة لخلق مقاولات حول منظومة المصانع الكبرى في ظل ارتفاع نسبة الاندماج سنة بعد سنة. كما أن هناك فرصا عديدة في الطاقات المتجددة والفلاحة والصناعة الغذائية.

كيف هو إقبال الإناث على طرح مشاريع مقاولات؟

في النسخة الأولى كانت نسبة الذكور من بين حاملي المشاريع في حدود 70 في المائة، و30 في المائة من الإناث، وهذا رقم يشرف. وقد لاحظنا أن نسبة الترشح الفردي تمثل نسبة كبيرة تتجاوز 70 في المائة مقارنة بمشاريع مشتركة.

وماذا بخصوص الأفكار التي لم يتم انتقاؤها في النسخة الأولى؟

هناك قدرة محدودة للاستقبال يجب احترامها لنجاح البرنامج في تحقيق أهدافه. ويمكن القول إن برنامج “ألف فكرة” من البرامج القليلة التي استطاعت استيعاب ومواكبة أكثر من 500 مقاولة. وبخصوص الأفكار التي لم يتم اعتمادها، فقد قدمت لأصحابها نصائح لتحسين الفكرة وتوضيحها، وآخرون نصحناهم بمراجعة الفكرة إن كانت لا تحظى بفرص كبيرة للنجاح في السوق المغربية، ويمكنهم جميعاً الترشح من جديد في النسخة الثانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.