جميع الأخبار في مكان واحد

عين على مونديال العرب

أسدل الستار على مونديال العرب بقطر بتتويج المنتخب الجزائري، في انتظار أن تفتح قطر أبوابها بعد عام، أمام أمم وشعوب العالم بمناسبة كأس العالم قطر 2022 …مونديال عربي حضرت فيه كل مشاهد المتعة والتشويق والإثارة والجاهزية والترقب والانتظار، كما حضرت فيه متعة الجماهير العربية التي رسمت في المدرجات أروع لوحات العروبة وأغلى أحاسيس الانتماء إلى الوطن العربي الكبير …

مونديال عربي أبان بما لايدع مجالا للشك، قوة البنيات الرياضية والتحتية القطرية التي باتت تنافس البنيات الحاضرة في بلدان الشمال، إذا لم نقل أنها تجاوزتها بجرأة وشجاعة، وقوة الإعلام العربي ممثلا في قنوات بي إن سبورت القطرية، التي نجحت في تقريب العرس الكروي العربي بكل تفاصيله وجزئياته من العالم، في إطار من الحرفية والتميز والإبداع والإشراق …

مونديال عربي برز معه الإبداع العربي وقدرة العرب على كسب رهانات تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية العالمية من حجم كأس العالم والألعاب الأولمبية، كما برزت معه قوة كرة القدم العربية التي بلغت مستويات مهمة من النضج الفني والتقني والتكتيكي، خاصة الكرة الشمال إفريقية ممثلة في منتخبات المغرب ومصر وتونس والجزائر، والتي باتت تشكل قاطرة كرة القدم العربية والإفريقية على حد سواء …

مونديال عربي وبمعزل عن التنظيم الجيد والبنيات الرياضية القطرية الوازنة والإمكانات المادية الهائلة، عكـس بقوة ما يجمعنا نحن العرب من روابط العروبة والدين واللغة والحضارة والتاريخ المشترك، وهي روابط غيبها ويغيبها العناد والأنانية والمصالح السياسوية الضيقة، لكن الرياضة وتحديدا كرة القدم، كشفت عنها في عيون الجماهير وأحاسيس المعجبين والمحبين بدون مجاملة ولا نفاق ولا خداع …

مونديال عربي قوى الإحساس بالانتماء إلى الوطن العربي الكبير وحرك مشاعر العروبة وأحلام الوحدة المشروعة، لكنه بالمقابل، أدان كل من يصر بعناده وعبثه وحمقه وجنونه وانعدام رؤيته على خيانة الوطن العربي والإجهاز على كل ما يسكننا من أحلام مشروعة في الوحدة ولم الصف وجمع الشتات، ومن آمال وتطلعات في العيش المشترك في ظل مجال عربي آمن ومستقر ومتعاون ومندمج من المحيط إلى الخليج …

مونديال عربي، هو رسالة احترام وتقدير إلى كل قادة العرب الذين يسعون إلى توحيد الصف العربي ولم الشمل بين الأشقاء العرب، والتصدي لجائحة العناد والتهور والأنانية التي تهدد أمن ووحدة الوطن العربي الكبير، في سياق جيوسياسي دولي، لا يؤمن إلا بلغة الوحدة والتعاون والاندماج والمصالح المشتركة والمتبادلة وفق قاعدة “رابح رابح”…

مونديال عربي هو وصمة عار على جبين كل من يتنكر للعروبة والدين والتاريخ والمصير المشترك وحسن الجوار، ويـزرع بذور الفتن والقلاقل والنعرات الهدامة والخلافات السامة، التي لا تكرس إلا الضعف والهوان والتفرقة والشتات …

مونديال العرب أو مونديال قطر، هو رسالة مكشوفة إلى نظام السوء بالجزائر، الذي لازال مصرا بشكل عصي على الفهم والإدراك على السباحة ضد التيار نكاية في المغرب، بكل ما لذلك من تكلفة على أمن ووحدة استقرار العالم العربي …

نظام سوء لابد من فضح تحركاته ومؤامراته الخفية والمعلنة، لأنه لا يتربص فقط بأمن واستقرار المغرب ووحدة وسلامة أراضيه، بل ويجهز على أية رغبة أو إرادة في تجاوز أسباب التفرقة والخلاف، ولم الشمل العربي، بما يضمن إدراك الوحدة العربية التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج …

نظام سوء لابد من كبح جماح حمقه وجنونه، لأنه فقد البوصلة كاملة، ولم يعد أمامه سوى شراء الذمم بأموال الشعب، خدمة لعقيدة العداء الخالد للمغرب ووحدته الترابية، وهذه الأموال، كان يفترض أن توظف لخدمة قضايا التنمية والتعاون المشترك والاندماج والأمن والسلام، لكن صناع الحقد والعداء والفتنة والتفرقة والشتات، لهم عيون غير العيون …

مونديال العرب، يقتضي تهنئة قطر بتنظيمها المحكم وبما حققته من ملاعب رياضية من الطراز العالمي ومن بنيات تحتية لافتة للنظر، متمنيين لها أن تكون سفيرة فوق العادة للعرب، وهي تحتضن بعد عام من الآن، منافسات كأس العالم قطر 2022، أما المونديال العربي، فهو رأسمال لامادي عربي، يمكن الرهان عليه، لتطوير كرة القدم العربية، وإنعاش أحلام اليقظة والوحدة والبعث العربي، ومن يدري فقد تنجح الرياضة فيما عجزت عنه السياسة …

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.