جميع الأخبار في مكان واحد

التخصص في البرمجة يجذب الشباب إلى مدرسة “يوكود” في اليوسفية

الدراسة لعامين في مدرسة جميلة تعتمد بيداغوجية التنشيط (La pédagogie active) ثم الظفر بعمل جيد حتى قبل التخرج هو حلم كل شاب وشابة؛ لكنه واقع ملموس في مدينة اليوسفية بفضل مدرسة “YouCode” المتخصصة في البرمجة.

تعتبر هذه المدرسة من المبادرات الفريدة التي تقف وراءها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، في إطار سعيها إلى المساهمة في تكوين وتشغيل الشباب من خلال الاستثمار في التعليم ودعم المبادرة المقاولاتية.

ورأت مدرسة “يوكود” النور سنة 2018 بشراكة بين المكتب الشريف للفوسفاط و”سابلون” “SIMPLON”، وهي مقاولة اجتماعية فرنسية رائدة في مجال التكوين المعلوماتي في عدد من الدول عبر العالم.

ويتم التكوين في هذه المدرسة لمدة سنتين، على أساس التركيز على أساسيات البرمجة وعلوم الحاسوب في السنة الأولى لمدة ثمانية أشهر، ثم شهرين كتدريب مدفوع؛ أما السنة الثانية فهي متخصصة وموجهة لما يتطلبه سوق الشغل، بحيث يمتد التكوين لسبعة أشهر وثلاثة أشهر كتدريب مدفوع.

وتفتح المدرسة أبوابها لجميع الشباب ما بين 18 و35 سنة بشكل مجاني، ويضم الفوج الحالي ما بين 80 و100 متكون؛ فيما تحقق المؤسسة نسبة اندماج في سوق الشغل بعد نهاية التكوين ما بين 70 و75 في المائة.

وتمثل الإناث ضمن الفوج الحالي ما بين 20 و25 في المائة، وهي نسبة مهمة، نظراً لأن علوم الحاسوب في المدارس الأخرى غالباً ما تستقطب نسبة لا تتعدى 10 في المائة. ويتم الرهان على المدى القريب لرفع النسبة إلى 30 في المائة.

عادل بلخدير، عضو فريق مدرسة “YouCode”، قال في حديث لهسبريس إن “المدرسة تضم كل الفضاءات الضرورية للدراسة في جو مناسب، مثل المكتبة والمطعم وقاعات التكوين وفضاءات متعددة للترفيه والألعاب، إضافة إلى فضاء خاص بالمقاولات الناشئة التي يؤسسها خريجو المدرسة”.

وبخصوص السنة الأولى، أوضح بلخدير أن المتكون يُصبح مطور ويب، وفي السنة الثانية يخضع لتكوين في تخصصات مطلوبة جداً في السوق، وحالياً هذه التخصصات تشمل “full stack java angular” و”full stack javascript”.

ويؤكد المتحدث ذاته أن الشرط الوحيد لولوج المدرسة هو السن، لكن من اللازم أن يخضع المترشح لاختبارات عدة لقياس مستوى معارفه الأساسية في مجال البرمجة، وحين تنتهي مدة التكوين يشتغل الخريجون بشكل حر أو لدى شركات كبيرة أو يؤسسون مقاولاتهم الخاصة.

وبالنسبة لفريق “YouCode” ما هو مميز في هذه المؤسسة هو اعتمادها على مقاربة التنشيط التي تقوم على التعلم الذاتي، من خلال البحث عن المعلومة من طرف المتعملين تحت توجيهات أستاذ مشرف، عوض البيداغوجية التقليدية التي تقوم على تلقين التلاميذ عدداً من المعارف واختبارهم في ما بعد.

ويمضي المتكون مدة التكوين الأساسي والمتخصص وفق منهجية تؤهله للعمل في بيئة متغيرة بشكل مستمر؛ كما يتم التكوين في إطار مشاريع لتقريب المتعلمين من مناخ العمل في المقاولة والاشتغال الجماعي.

يوسف وديد، أستاذ مكون في المدرسة، قال إن الأخيرة تكون مطورين في الويب ليكونوا مستعدين لسوق الشغل بشكل مستهدف جداً، بفضل مقاربة تجعل المتعلم الفاعل الرئيسي في العملية التعليمية.

ومن خلال هذه المقاربة، أوضح وديد أن المتكون يتعلم طريقة تدبير المشروع بشكل جماعي، بدءًا بالاجتماع اليومي الصباحي الذي يقدم فيه مستوى تقدم مشروعه وما إذا كان يواجه عراقيل، وذلك من خلال الإجابة عن ثلاثة أسئلة: ما قام به أمس؟ وماذا سيقوم به اليوم؟ وما هي العراقيل التي يواجهها؟ لينهي اليوم بتقييم حول الاستفادة مما تم تعلمه.

وبفضل الاجتماع اليومي الصباحي يُطور المتكون مهارات في الإلقاء والتواصل والعمل الجماعي من خلال مشاركة ما تعلمه مع زملائه، وهو ما يزيده ثقة في النفس ورغبة في البحث والتعلم بشكل مستمر.

وبالإضافة إلى الاجتماع الصباحي، يقوم المتكون بطقس يومي يسمى “اليقظة التكنولوجية”، يقوم من خلاله بالحديث حول موضوع بارز في مجال التكنولوجيا في العالم. وبفضل بيداغوجية التنشيط يبحث المتكون عن المعلومات بحرية ويحس بالتحفيز ويتعلم إدارة ضغوط العمل.

هاجر بودالي، شابة من القليلات اللواتي اخترن الولوج إلى هذه المدرسة، قادمة من مدينة من الشماعية القريبة من اليوسفية، وهي اليوم على بُعد أشهر من التخرج في تخصص full stack java angular.

وتطمح الشابة المغربية عند نهاية تكوينها إلى إحداث مقاولة لتدبير الموارد الطبيعية عن بُعد، وقالت لهسبريس إن المدرسة توفر الجو الأمثل على الإطلاق للتكوين من خلال فضاءات التعلم والترفيه والمكتبة والنقل.

أما الشاب عبد الصمد بنسعد، المنحدر من عين بني مطهر نواحي وجدة، فهو معروف في المدرسة بخبرته في علوم الحاسوب والبرمجة، وقال لهسبريس إن ما أعجبه في “يوكود” هو اعتمادها مقاربة بيداغوجية مختلفة عن المدارس الأخرى، إضافة إلى كونها فضاءً مفتوحاً يشجع على التكوين والتعلم بسلاسة.

وسبق لبنسعد أن اشتغل في شركات عدة، لكنه قرر التكوين أكثر في علوم الحاسوب في مدرسة “YouCode”، وهو اليوم ضامنٌ لشغل حتى قبل نهاية تكوينه، لأن عدداً من الشركات تبحث عن بروفايلات مثله متخصصة في البرمجة.

ومنذ افتتاح المدرسة، نجح خريجوها في إحداث 25 مقاولة ناشئة، وهي اليوم تنافس في مجال تقديم الحلول الرقمية في مختلف مدن المغرب؛ من بينها المقاولة التي أحدثها كل من أشرف عباسي ومينة ذاكر.

ومازال أشرف ومينة يترددان على مدرسة “يوكود” كمقر مؤقت لعملهما، وهما فخوران بزبائنهما الأوائل الذين وثقوا في خدمات مقاولتهما الناشئة “Networia” التي تشمل البرمجة وحلول الويب والتجارة الإلكترونية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.