زيادات جديدة في أسعار مواد غذائية أساسية “تنسف” تطمينات الحكومة
في وقت تتصاعد أصوات الاحتجاجات ضد غلاء أسعار عدد من المواد الأساسية، لاسيما بعض المواد الغذائية التي طالتها زيادات كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة، شهدت أسعار مواد غذائية أخرى زيادات جديدة خلال الأيام الأخيرة، وتلوح في الأفق زيادات إضافية ابتداء من يوم غد الخميس.
وبينما قلّلت الحكومة من الزيادات المسجلة، وقالت إنها ستتخذ إجراءات للحد منها، ستشهد أسعار زيت المائدة زيادة جديدة ابتداء من يوم غد الخميس، تصل، في بعض الأنواع، إلى ثمانية عشر درهما دفعة واحدة في صندوق قناني خمسة لترات، وهي الزيادة الثالثة من نوعها التي طالت هذه المادة خلال الفترة الأخيرة.
ولم تتوقف موجة الزيادات الجديدة عند سعر زيت المائدة، بل طالت أيضا سعر الزبدة، الذي زاد بما بين أحد عشر وخمسة عشر درهما للكيلوغرام، مع تسجيل غيابها في السوق، وكذلك مواد التنظيف، بينما ارتفع سعر بعض الأنواع من المشروبات بخمسين سنتيما في اللتر.
وحصلت هسبريس على لائحة مفصّلة تتضمن الأسعار الجديدة التي ستباع بها زيت المائدة لتجار التقسيط بعد الزيادة الجديدة التي طالتها، ابتداء من يوم غد الخميس، ويتضح من خلالها أن بعض أنواع زيوت المائدة زادت بحوالي 18 درهما للصندوق، ما يعادل ثلاثة دراهم بالنسبة لقنينة خمسة لترات، ما يعني أن الزيادة التي سيتحملها المواطن ستتجاوز خمسة دراهم في كل قنينة.
وبفعل الزيادات الجديدة أصبحت قنينة خمسة لترات من زيت المائدة تباع لتجار التقسيط بأزيد من ثمانين درهما، ومن ثم فإن السعر الذي ستباع به للمواطنين لن ينزل عن 85 درهما، بينما أصبح سعر اللتر يباع، بالجملة، بأزيد من 20 درهما، ما يعني أنه سيلامس سقف 25 درهما بالتقسيط بعد الزيادات الجديدة.
عيسى أوشوط، الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالرباط، قال إن الزيادات في الأسعار تُبرر بغلاء المواد الأولية وارتفاع تكاليف الشحن، بالنسبة للسلع المستوردة من البلدان البعيدة؛ “غير أن المثير للاستغراب هو أن مواد أخرى، مثل سمك التونة المعلب، ارتفع سعرها، رغم أنها غير معنية بارتفاع أسعار المواد الأولية ولا الشحن”، على حد قوله.
وأضاف أوشوط، في تصريح لهسبريس، أن هناك عاملا آخر يساهم في ارتفاع الأسعار، يتمثل في احتكار عملية توريد المواد الأولية من طرف بضعة مستوردين، ما يجعلهم “يتحكمون في السوق ويطبقون الأسعار التي يريدون”، مضيفا أن هذه الوضعية تتطلب من الحكومة ومجلس المنافسة أن يتدخلا لضبط السوق وتفادي مزيد من الزيادات في الأسعار.
من جهته قال رئيس جمعية أكادير لتجار المواد الغذائية بالتقسيط إن سعر بيع الزبدة بالجملة ارتفع بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة، منتقلا من 54 درهما إلى 65 درهما، مشيرا إلى أن هذه المادة قليلة في السوق، ولا توزعها، حاليا، في أكادير، سوى شركة واحدة.