مطرح نفايات يغضب نشطاء البيئة في تزارين
وسط رمال “زاول” بالقرب من مركز جماعة تزارين التابعة إداريا لإقليم زاكورة، تم إحداث مطرح جماعي عشوائي للنفايات من قبل المجلس الجماعي منذ أكثر من 10 سنوات، بات يهدد المنطقة بصفة عامة بخطر التلوث وانبعاث الروائح الكريهة.
وكشف حسن آيت بن الحسين، ناشط بيئي في منطقة تزارين، أن هذا المطرح الجماعي غير مراقب من قبل السلطات المعنية، وأن من شأن ذلك تحويل حياة الساكنة، التي تبعد عن المطرح فقط بـ4 كيلومترات، إلى جحيم حقيقي بسبب الروائح الكريهة الناتجة عن حرق النفايات بشكل يومي.
وقال آيت بن الحسين، في تصريح لهسبريس، إن “المطرح الحالي تحول فعليا إلى قنبلة بيئية موقوتة، يتوجب على الجهات المعنية الإسراع بإيجاد حل عاجل لها لمحاصرة تداعياتها السلبية التي أثرت بشكل كبير على صحة الساكنة”.
وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية خلال وقوفها على “المطرح العشوائي”، وجود العشرات من رؤوس الماعز ترعى وسطه وأكياس البلاستيك ونفايات أخرى متناثرة في كل مكان، ما يهدد صحة الإنسان والحيوان معا.
وبالإضافة إلى الحيوانات، كان هناك أيضا عدد من الأطفال الصغار يبحثون وسط المطرح عن متلاشيات لبيعها مقابل دراهم معدودة قد لا تكفيهم لشراء الأدوية إن أصابهم مكروه من جراء ذلك.
من جهته، قال عبد الصمد الحديوي، فاعل جمعوي بجماعة تزارين، إن المطرح سالف الذكر “أصبح يشكل خطرا على البيئة وحياة الإنسان بصفة عامة”، موضحا أن “الجمعيات المدنية سبق لها أن راسلت المجلس الجماعي والسلطة المحلية من أجل الانكباب بجدية على معالجة هذا الملف”.
وأضاف الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “هذا الملف يشكل أحد أهم المواضيع التي تستأثر باهتمام كبير من المواطنين بالدواوير المحاذية للمطرح على وجه الخصوص”، محملا المسؤولية للجماعة والسلطة المحلية في الوضع الحالي للمطرح الذي يهدد البيئة والإنسان والحيوان.
في المقابل، قال مصدر مسؤول بالمجلس الجماعي لتزارين إن “المكتب المسير الجديد للجماعة سبق أن ناقش موضوع المطرح العشوائي، وسيعمل على إيجاد حل جذري للمشاكل البيئية المرتبطة به، وذلك بتنسيق مع شركاء آخرين في القطاعات الحكومية المعنية”.
وأفاد المصدر ذاته، الذي فضل عدم البوح بهويته للعموم (كونه غير مرخص له للإدلاء بأي تصريح إعلامي)، بأن المجلس الجماعي يفكر في إعداد اتفاقية جديدة بين خمس جماعات ترابية، هي آيت ولال، النقوب، تزارين، آيت بوداود، وتغبالت، يتم بمقتضاها إنشاء مؤسسة للتعاون بين هذه الجماعات لإنشاء مطرح عصري مشترك بمواصفات تحترم المعايير البيئية.
واعتبر المصدر ذاته أن السلطة الإقليمية أيضا، في شخص عامل الإقليم، معنية بالبحث عن حل لهذا المشكل الذي عمر لسنوات، مشيرا إلى أن “الجماعة لوحدها لن تستطيع تغيير الوضع الحالي نظرا لضعف الميزانية وغياب الشركاء، خاصة إن لم توافق الجماعات الأربع الأخرى على إنشاء مطرح مشترك”.