منتخبو سيدي مومن ينشدون الانتشال من البداوة
تعيش مناطق وأحياء عديدة بمقاطعة سيدي مومن بالدار البيضاء على وقع التهميش والنسيان، ما يجعلها بعيدة عن شعارات التنمية التي يرفعها المجلس الجماعي للعاصمة الاقتصادية.
وتكفي جولة صغيرة بهذه المقاطعة ذات الكثافة سكانية والمساحة الكبيرتين للوقوف على معالم غياب التنمية، تجعل زائرها يشعر بنفسه وكأنه وسط دواوير بجماعة قروية تغزوها إقامات السكن الاقتصادي.
ويجد القائمون المتعاقبون على تدبير مجلس مقاطعة سيدي مومن صعوبات كبيرة في تحقيق التنمية بأحيائها، خاصة في ظل عدم اكتراث المجلس الجماعي بالملفات الثقيلة بها وعدم إقدامه على الرفع من الميزانية المخصصة لها مقارنة مع مقاطعات أخرى.
وتشهد هذه المقاطعة انتشارا لدور الصفيح، حيث تجمعت بها كبرى “الكاريانات”، على غرار “كاريان” الرحامنة، ناهيك عن المشاكل الأخرى التي تعرفها أحياء من قبيل النعيم والسلام والبركة، التي تعاني من مشاكل النقل والنظافة.
وتعالت مطالب من طرف المنتخبين والفاعلين الجمعويين على مستوى سيدي مومن للرفع من الميزانية المخصصة للمقاطعة من أجل تنفيذ مجموعة من المشاريع التي تسهم في النهوض بالأوضاع داخلها.
وفي هذا الصدد، قالت سكينة الإدريسي، نائبة رئيس مقاطعة سيدي مومن، إن الميزانية المخصصة لفائدة المقاطعة من طرف مجلس جماعة الدار البيضاء، “غير كافية للقيام بالمشاريع التنموية”.
وأضافت الإدريسي، خلال مداخلة لها أثناء المصادقة على ميزانية الجماعة، أن مقاطعة سيدي مومن تعاني من مجموعة من المشاكل، على رأسها الفيضانات التي تهددها بشكل سنوي مع كل تساقطات مطرية، و”الكاريانات”.
ودعت نائبة الرئيس، في تصريح لجريدة هـسبريس الإلكترونية، جماعة الدار البيضاء إلى دعم المقاطعة المذكورة خلال ميزانية السنة المقبلة، لتمكينها من تنفيذ مجموعة من المشاريع، وكذا العمل على دعمها فيما يتعلق بالمشاريع الثقافية والرياضية والاجتماعية.
من جهته، سجل الفاعل الجمعوي عزيز شاعيق أن المقاطعة تعرف ظلما من لدن المجالس الجماعية المتعاقبة، موردا أن “القيمة المالية المخصصة لها ضمن الاعتمادات المرصودة للمقاطعات، لم تعرف أية زيادة، في وقت تزداد فيه المشاكل والملفات العالقة”.
وأوضح رئيس جمعية المساعي النبيلة للتنمية والتصدي لظاهرة إدمان المخدرات، ضمن تصريحه لهسبريس، أن “سيدي مومن تتطلب ميزانية ضخمة والتفاتة من طرف المجلس الجماعي للوصول إلى الوضع الذي تعرفه مقاطعات أخرى على أقل تقدير”.
وشدد على أن هذه المقاطعة ما تزال مظاهر البداوة تغلب عليها، حيث تنتشر الدواب والحمير في كل مكان، ناهيك على كون معظم الشوارع والأحياء تعرف انتشار لافتا للحفر يصعب المرور منها، ناهيك على ضعف الإنارة وغياب النظافة.
ويرى نشطاء ومنتخبو سيدي مومن أن هذه المقاطعة تتطلب تدخلا عاجلا للنهوض بها ونقلها إلى مصاف مقاطعات حضرية، بدلا من مقاطعة بمظاهر بدوية.