قيادي بالبيجدي: توجهات بنكيران الجديدة تُعبر عن “نرجسية متعالية”
علق القيادي السابق بحزب العدالة والتنمية محمد أمحجور، عن التوجهات الجديدة التي أعلن عنها الأمين العام لحزب “البيجيدي” عبد الإله بنكيران، لترميم البيت الداخلي للحزب
وأغضبت التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، خلال خروجه الأخير في لقاء مع مسؤولي الحزب المجاليين، قيادة الحزب الإسلامي، لاسيما ما تعلق بإعلانه فك الارتباط بحركة التوحيد والإصلاح، وحديثه عن تجاوز أخطاء القيادة السابقة، حيث انتفض عدد من أعضاء الأمانة العامة الحاليين، في وجه بنكيران، بالتوازي مع توجيه انتقادات لأداء بنكيران، من طرف قيادات في الحزب، بما فيها أعضاء الأمانة العامة السابقة للحزب.
وقال أمحجور، ” إعادة الإعمار..فيض رباني أم دينامية جماعية”، إن حزب العدالة والتنمية، “يعيش وضعا مأزوما وحالة اضطراب لم يسبق له أن مر بهما، ومردّ ذلك بالأساس إلى السحل الانتخابي والسياسي الذي تعرض له يوم 8 شتنبر 2021 والذي لم يكن يتوقعه حتى ألد خصومه”.
وتعبيرا منه على رفضه للتوجهات التي أعلن عنها بنكيران، سيما ما يتعلق بفك الارتباط بالجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، قال القيادي السابق بحزب “المصباح”، إن ” هذا المشروع لم يمتلك يوما شيخا واجب الاتباع، بل إن مناط وجوده الأول كان نقدا ذاتيا وثورة ضد المشيخة وضد الاستفراد بالرأي وبالقرار”
ويرى أمحجور، أن “أي مراجعة داخل الحزب ينبغي أن تستحضر أن هذا المشروع بُني وحقق كل ما حققه من مكتسبات ومنجزات أولا وقبل كل شيء من خلال سيادة وسمو الثقة وحسن الظن سواء بين القيادة فيما بينها، أو بين هذه الأخيرة وعموم الأعضاء” مضيفا أنه، و”للأسف فإن هذا الأمر قد تعرض إلى خسائر فادحة حتى لا نقول إنه تعرض لدمار شامل يقتضي إعادة إعمار كبيرة وصادقة ونزيهة”.
واضاف الاخير ، “اضطراب الحزب في ضبط سلوكه السياسي على إيقاع النسق السياسي المغربي”، أوضح أن هناك “تناقضات بين خطاب يكثر من الحديث النظري عن خصوصيات النسق السياسي المغربي والدعوة إلى الوعي بذلك بل وتكرار “الوصية” المنبهة إلى عدم التساهل مع من يعبث في هذا الحقل، لكن في بعض المحطات نضع هذا الحديث جانبا وننتج خطابا ومواقف يعاكسان “حقائق” النسق السياسي و”يصطدمان” به ويخرجان منه ما كان من الممكن تفاديه”.
وأكد أمحجور، أنه “ظل الوضع المأزوم الذي نعيشه، يبدو من العادي والمنطقي الانكباب على مراجعة أوضاعنا بما يمكن من الاسترجاع المتدرج للعافية التنظيمية والسياسية”، قبل أن يستدرك ” لكن السؤال المنهجي الأساسي الذي يطرح نفسه هو كيف ينبغي أن يتم هذا التمرين القاسي والعسير، خاصة إذا استحضرنا ما تعلن عنه القيادة الجديدة من حين لآخر من “أفكار” و “قرارات” في إطار محاولتها تصحيح مسار الحزب”.
وتابع أنه “بِغض النظر عن الموقف من المضامين المعلنة في هذا الصدد، فإن “الانسجام مع مسار الحزب بشكل خاص، ومع مسار المشروع الإصلاحي الذي احتضن هذه التجربة حين انطلاق النسخة الثانية من الحزب، يقتضي الجزم بأن أي مراجعة في الحزب وللحزب لا يمكن أن يكتب لها النجاح، إلا إذا حصل اليقين بأن هذا المشروع منذ نشأته الأولى لم يمتلك يوما ما اختيارات وسياسات ومواقف وقرارات جاهزة للاستعمال” .
وخلص القيادي بحزب العدالة والتنمية في مقال له الى إن “أي مراجعة في الحزب وللحزب، لا يمكن أن تتم بفتوى أو بفيض رباني بل بدينامية جماعية وصيرورة تتم من خلال هذه الأصول والقواعد المنهجية”، معتبرا أن “غير ذلك هو إما طمع في محال أو نرجسية متعالية أو قرار بإنشاء حزب جديد لا علاقة له بالحزب الذي نعرف