تمويل أمريكي ينفض غبار الفسيفساء الروماني للمدينة الأثرية وليلي
أعطى محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، وديفيد غرين، القائم بالأعمال لدى السفارة الأمريكية بالمغرب، بحضور عامل عمالة مكناس، عبد الغني الصبار، الأربعاء، الانطلاقة لمشروع ترميم الفسيفساء الروماني للمدينة الأثرية وليلي، التي صنفتها منظمة “يونيسكو”، سنة 1997، تراثا إنسانيا عالميا.
وساهمت الولايات المتحدة الأمريكية، عبر صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي التابع لسفارة واشنطن بالرباط، في تمويل إنجاز هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين قطاع الثقافة بالمغرب وجمعية “إفكر” ووزارة الخارجية الأمريكية، بمنحة مالية بقيمة 190 ألف دولار.
وبهذه المناسبة، ثمن وزير الشباب والثقافة والتواصل العلاقات الإستراتيجية التي تربط المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، مبرزا أن اعتراف هذه الأخيرة بمغربية الصحراء دليل على متانة هاته العلاقات على المستوى السياسي.
وأضاف المسؤول الحكومي المغربي، في تصريح لهسبريس، أن العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين لا تقتصر على الشراكة السياسية، بل تمتد لشراكات في مجالات أخرى، من بينها مجال التراث الذي قال إنه قطاع له أهميته.
كما أبرز بنسعيد أن المغرب غني بتراثه المادي واللامادي، و”لا يحتاج، عكس البعض، أن يسرق التاريخ”، وفق تعبيره، مردفا بأن المغرب يولي اهتماما خاصا للاستثمار في التراث، لارتباطه بقطاع السياحة الثقافية وبحياة المواطن بالمناطق المعنية.
من جانبه، قال ديفيد غرين، القائم بالأعمال لدى السفارة الأمريكية بالمغرب، إن تواجده بمدينة وليلي يأتي لإطلاق مشروع جديد بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمجتمع المدني والمسؤولين الإقليميين، مبرزا أن “مشروع ترميم فسيفساء وليلي يروم المحافظة على هذا التراث الثقافي الغني والمشهور والمهم”.
وتابع المسؤول الأمريكي، في تصريح لهسبريس، بأن صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي يساهم بحوالي مليوني درهم مغربي في هذا المشروع، مبرزا أن هذا الدعم “لا يأتي فقط من أجل المحافظة على التراث الثقافي، ولكن بهدف توفير فرص اقتصادية لسكان المنطقة، وذلك عن طريق تكوين الحرفيين في الترميم، وإعطائهم مهارات يمكن استثمارها في أي منطقة من المغرب”.
وعبر القائم بالأعمال لدى السفارة الأمريكية بالمغرب، وهو يتحدث للجريدة، عن اعتزازه بالشراكة مع جمعية “إفكر” وقطاع الثقافة والشركاء الآخرين، لترميم فسيفساء وليلي والمحافظة عليه.
وقال الزبير شطو، عن جمعية “إفكر” للتربية على البيئة والتنمية المستدامة، إن “هذا المشروع سيساهم في تنوعيه المنتج السياحي والاقتصادي وإنقاذ وحدات التراث الحضاري العريق لموقع وليلي، فضلا عن خلق قطب للتراث الأركيولوجي والطبيعي”
وأوضح شطو، في تصريح لهسبريس، أن جمعيته تتوخى الترافع لجعل فضاء وليلي ضمن المنتزهات ذات التصنيف المزدوج “يونيسكو”- طبيعي، مشيرا إلى أن “موقع وليلي، برمزيته التاريخية والثقافية والحضارية، يجسد فضاء متميزا لحوار الثقافات”.
كما أبرز المتحدث ذاته أن الفسيفساء الروماني لوليلي، الذي يعود تاريخه إلى القرنين الثاني والثالث ميلادي، “يعيش تدهورا كبيرا بفعل العوامل الطبيعية وغيرها”، مؤكدا على أنه، في مقابل ذلك، “توجد إرادة قوية للاستثمار في إنقاذ هذا التراث؛ وذلك بهدف خلق جاذبية سياحية واقتصادية تعود بالنفع على ساكنة المنطقة”.