متعة أم إدمان ؟ .. معضلة الهواتف في المنازل المغربية
يبدو أن استعمال الأطفال للهواتف، لم يعد في معزل عن الإهتمام، كونه أصبح أمرا شائعا في المجتمع المغرب على وجه الخصوص، حيث بدأ الآباء يشتكون بشكل مستمر من استعمال أبنائهم للهاتف، والجلوس أمام شاشته ساعات طوال دون كلل أو ملل.
وفي هذا السياق كشفت دراسة أنجزتها الشركة الروسية «كاسبرسكي»، المتخصصة في تكنولوجيا الأمن الإلكتروني أن 9 أطفال مغاربة من أصل 10 يستخدمون الهواتف الذكية بشكل يومي وأن 68 في المائة منهم يتوفرون على هواتف ذكية خاصة بهم.
كما أكد 87 في المائة من الآباء الذين شملهم الاستطلاع، أن طفلهم يتوفر على هاتف مربوط بشبكة الإنترنت و66 في المائة منهم يتوفر أطفالهم على هواتف ذكية خاصة بهم.
وتشير نتائج الدراسة، التي صدرت أمس، إلى أن 9 آباء مغاربة من أصل 10 يشعرون بأن أطفالهم يتجاوزون قدراتهم المعرفية في كل ما يخص عالم التكنولوجيا، كما أن نسبة 60 في المائة من الآباء الذين شملتهم الدراسة كشفوا أنهم لا يثقون في استخدام أطفالهم للأجهزة والمحتويات الرقمية.
تنمر وإدمان
وأفادت نتائج الدراسة بأن 3 في المائة من آباء الأطفال المغاربة صرحوا بأن أطفالهم سبق لهم أن كانوا ضحايا التنمر عبر الإنترنيت، في حين أن 10 في المائة أكدوا أنه جرى استدعاؤهم من لدن المؤسسة التي يتابع فيها ابنهم دراسته لكونه ساهم في إهانة أحد الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبرت الدراسة أنه لا يمكن حصر مخاطر التعرض المفرط للشاشات والإنترنت بالتجارب السيئة التي يمكن أن يقوم بها الطفل على الإنترنت فقط، بل تتجاوز ذلك للوصول إلى المخاطر التي من شأنها أن تقف عائقا أمام نموه وقدرته الاجتماعية بالشكل السليم.
فالأطفال يتعرضون لمجموعة من الرسائل الضمنية التي تغذي لاوعيهم بشكل مبكر والتي يكون لها نتائج عكسية على شخصية الطفل مستقبلا، ومن أهم ما يترسخ في هذه المرحة هو الإدما السلوكي، الذي يرافقه تغير حاد في مزاج الطفل، حيث يصبح أكثر عزلة، وأكثر عصبية، إذا ما سحب منه الهاتف، أو إذا تعرض للخسارة خلال لعبه لعبة إلكترونية.
وكانت منظمة الصحة العالمية (WHO) قد اعترفت بالإدمان على ألعاب الكمبيوتر كمرض، وأضافت المنظمة الدولية إدمان الألعاب إلى التصنيف الدولي الحادي عشر للأمراض (ICD-11) ، الذي كانت المنظمة تقوم بتطويره لمدة 10 سنوات.
المخاطر
ويرى متخصصون أن الألعاب الإليكترونية تؤثر على العين، حيث أثبتت الأبحاث الطبية أن جلوس الأطفال أمام شاشات الحاسوب والهواتف لمدة طويلة، من الممكن أن يؤثر على صحة العين، ما يتسبب في إصابتها بالإجهاد وبعض المشكلات ومنها قصر النظر.
قد تؤدي ممارسة الألعاب الإلكترونية لفترة طويلة إلى الإصابة بالسمنة الناتجة عن قلة الحركة؛ حيث أن المكوث لفترات طويلة أمام هذه الألعاب وبشكل خاطئ، يتسبب في إصابة الطفل بمشكلات في العمود الفقري، وآلام بالكتفين والرقبة ومفاصل اليدين.
وحسب ذات المصادر فإن التعرض للإشعاعات المنبثقة من أجهزة الكمبيوتر، أو الهواتف الذكية عند اللعب يتسبب في حدوث الأرق واضطرابات النوم.وكذلك ضعف الانتباه والتركيز للأطفال، ما يؤثر على التحصيل الدراسي، إضافة إلى الصداع النصفي. مخاطر الألعاب الإليكترونية على الأطفال.
ويرى المتخصصون أن الدماغ والجسم يصبحان في حالة من التوتر، فالألعاب الإلكترونية قد تؤدي إلى جَعل الجسم في حالة توتر، ما يزيد من ضغط الدم وعدد نبضات القلب، الألعاب الإلكترونية حتى إن لم تَكُن ألعاب عنيفة أو ألعاب حركة، فهي تؤدي إلى زيادة مُستوى التحفيز البصري والمعرفي للطفل.ما يضع الدماغ والجسم في حالة من التوتر ، وبالتالي حصول مشاكل في النوم، نوم الطفل لِمُدة 8 إلى 10 ساعات لا يعني عدم مُعاناته من اضطرابات النوم.
بالعودة إلى الدراسة فإن لاحظ 31 في المائة من الآباء المغاربة انخفاضا في مدى تفاعل أبنائهم على المستوى الاجتماعي، وأشار 9 آباء من أصل 10 أنهم تجادلوا مع أطفالهم بسبب موضوع على صلة بالتكنولوجيا الرقمية، كما أن 9 آباء من أصل 10 يشعرون بأنهم فقدوا التحكم التام على أبنائهم عندما يتعلق الأمر بعالم التكنولوجيا.