القلق يساور أولياء التلاميذ بسبب إغلاق مدارس وضمان تكافؤ الفرص
كيف سنضمن تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ؟ وهل سنضع لكل تلميذ أسئلة خاصة به بعد التعافي من الإصابة وإعادة الفتح؟
سؤالان طرحهما فاعلون تربويون تعليقا على المعطيات التي كشفت عنها الوزارة بخصوص إجراء الامتحان الموحد للمستوى السادس ابتدائي في بداية شهر فبراير، وتأكيدها أن التلاميذ الذين سيتزامن موعد الامتحان مع إغلاق مدارسهم سيتم تمكينهم من فرص للاستدراك في ما بعد، أي بعدما يجتاز معظم التلاميذ الامتحان في التاريخ المحدد رسميا في 1 و2 فبراير.
في هذا الصدد أكد المدير الإقليمي لأكاديمية التعليم بالرباط، عبد القادر حديني، في اتصال مع هسبريس، أن “الامتحان الذي سيتم على صعيد المؤسسات التعليمية تقترح مواضيعه في كل مؤسسة على حدة، بإشراك أساتذة المادة وتتبع المفتشين، فيتم إعداد الأسئلة المناسبة لكل مادة، وغالبا يتم اقتراح موضوع رئيسي وآخر احتياطي”.
وأوضح حديني أن “ما يؤطر العملية هو الإطار المرجعي، فالامتحانات بشكل عام يكون فيها النص مجرد وسيلة، فيما الأهداف والكفايات ما يشكل الشق الأهم؛ لذلك فكل نص يتم اختياره لا يهم أن يكون مختلفا عن الذي سبقه، كما لا يهم تعدد النصوص بقدر ما ينبغي الاهتمام بالكفاية التي يمتلكها التلاميذ”، وفق تعبيره.
ولم يجد المسؤول في قطاع التربية والتكوين أي خلل أو ضرب لمبدأ تكافؤ الفرص في عملية الاستدراك التي تراعي الظروف الصحية الاستثنائية التي يمر منها المغرب، موضحا أنه “لا يمكن حرمان تلميذ من حقه في اجتياز الامتحان بسبب إصابته بوباء كيفما كان نوعه، أو تعرضه لحادث معين”.
كما أبرز حديني أنه “في حال كان هناك عدد قليل من الإصابات يوم الامتحان فسيتم التعامل معها فقط بتطبيق الإجراءات الاحترازية والعزل داخل فصل خاص، أما إذا تعلق الأمر بأعداد تعد بالعشرات أو تم إغلاق المؤسسة فسيتم اللجوء إلى الاستدراك”، على حد قوله.
جمعية الآباء
من جهتها عبرت فدرالية جمعيات آباء وأولياء التلاميذ عن أن ما ينبغي للمسؤولين على القطاع الانتباه إليه هو ضمان الاستمرارية البيداغوجية، وأكد رئيسها نورد الدين عكوري، في اتصال مع هسبريس، أنه “لم تعد هناك جدوى في المرحلة الحالية من الجائحة لمزيد من الإغلاق وتعطيل المدارس”، مبرزا أنه “يكفي تشديد الإجراءات الاحترازية لتجنب المزيد من الإصابات، بالإضافة إلى توسيع عملية التلقيح، والاستمرار في العملية التعلمية بشكل حضوري”.
وانتقد المتحدث ذاته التعليم عن بعد، مؤكدا أنه “من خلال الرصد الذي قامت به جمعيات الآباء تبين أن هذه الصيغة في التعلم ليست ناجعة”، داعيا إلى عدم امتحان التلاميذ في دروس تمت برمجتها عن بعد.
وتساءل عكوري: “كيف يمكن تفسير وجود مؤسسة مغلقة وبجانبها أخرى مفتوحة وتشتغل بشكل عادي؟”.
وينتظر أولياء التلاميذ صدور مقرر وزاري يشرح بالتفاصيل كيفية التعامل مع الامتحانات، وطرق تدبير المرحلة المقبلة داخل المؤسسات التعليمية.
يذكر أن المؤسسات التعليمية في عدد من مناطق المغرب تشهد نوعا من الارتباك بسبب عدم وضوح الرؤية لدى المسؤولين بخصوص التعامل مع صيغ التعليم، وكيفية اجتياز الامتحانات، وبسبب تعدد الفاعلين المسؤولين عن تدبير هذه المرحلة بهذه المؤسسات.