أوريد: ملف الصحراء لا يفسر توتر العلاقات بين المغرب والجزائر
قال الباحث والمؤرخ حسن أوريد إن “مشكل الصحراء لا يفسر وضعية العلاقات المغربية الجزائرية المتوترة”، مشيرا إلى أن “هناك مشاكل بين البلدين قبل ملف الصحراء، وليس هو السبب في تدهور العلاقات”.
وذكر أوريد، خلال محاضرة عن بعد نظمت اليوم السبت، في إطار الجامعة المواطنة لمعهد “HEM”، أن “الصحراء كانت النتيجة المعقدة لهذه العلاقات المتوترة”، واستحضر قول الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة “إن الحدود ليست أرضية بل أيديولوجية”.
وأكد المتحدث ذاته أن “فتح الحدود بين البلدين يمكن أن يساهم في تجاوز العلاقات المتوترة بينهما، وله فائدة لهما معاً على مستويات عدة، من بينها الإنساني والاقتصادي”، مشدداً في هذا الصدد على أن “المغاربة والجزائريين شعب واحد موزع على بلدين، إذ يوجد تشابه كبير على المستويين السوسيولوجي والثقافي”.
وبخصوص آفاق العلاقات بين المغرب والجزائر في ظل التوترات المستمرة والدعوات التي يطلقها مثقفو البلدين من أجل المصالحة، قال الباحث ذاته إن “المثقفين لا يمكنهم أن يغيروا الوضع، وما يجب القيام به هو الحفاظ على الحكمة في انتظار أيام أفضل لمستقبل العلاقات”.
كما اعتبر أوريد أن القرارات الصادرة عن الجزائر، من قبيل إغلاق الحدود الجوية وإنهاء العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، “تبقى مفاجئة لأنها جاءت بعد خطاب الملك محمد السادس الذي مد فيه يد المغرب من أجل طي صفحة الماضي”.
وعاد المؤرخ المغربي إلى المحطات الرئيسية في العلاقات بين البلدين، بدءًا بالانقلاب الذي قاده هواري بومدين سنة 1965، إذ أصبح رئيساً للجزائر، ثم انعقاد القمة العربية في الجزائر سنة 1988، وصولا إلى سنة ،1994 حين قررت السلطات الجزائرية غلق الحدود البرية مع المغرب.
وأشار أوريد إلى أن “مشكل الحدود بين البلدين لم يتم الحديث عنه في وقت كانت الجزائر تناضل من أجل التحرير، بل تقررت مناقشته بعد الاستقلال، لكن هذا الاتفاق لم يتم الوفاء به من طرف الجزائر، إذ لم ترغب في استقبال وفد ترأسه الراحل امحمد بوستة، الذي كان يشغل منصب الكاتب العام لوزارة الخارجية”.
وقال المؤرخ ذاته إن “حرب الرمال التي وقعت بين البلدين كانت ذريعة فقط، والسبب كان الاختلاف بين البلدين، إذ كانت الجزائر استقبلت بعض البعثيين، وهو ما اعتبره المغرب عملاً معادياً، وقرر إثر ذلك استعادة بعض المراكز الحدودية التي وضعها رهن إشارة الثورة الجزائرية، ومنها تنجوب وعين الشواطر وأم لعشار، وهي مناطق مغربية”.
وأورد الباحث ذاته أن “عدداً من عناصر القوات المساعدة المغربية تم اغتيالها إثر ذلك من طرف الجيش الوطني الجزائري، وهو ما أدى إلى اندلاع الحرب التي سميت حرب الرمال في حاسي بيضا وإيش، ما استدعى تدخل جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي من أجل إنهاء التوتر بين البلدين؛ لكن المساعي فشلت، وكانت هذه المحطة بمثابة منعطف كبير في علاقات البلدين”.