كيف ترعى مريض “ألزهايمر” بالمنزل؟ نصائح لتخفيف الإحباط..
أن ترعى مسنا مصابا بألزهايمر داخل المنزل هي مهمة إنسانية ليست بالهينة، وربما لن يقدر ثقلها سوى من مر بها.
مريض ألزهايمر، إن كان أحد أفراد أسرتك، فهو لا يشكل عبئا بقدر ما يتحول إلى طفل غاضب تارة وتائه تارة أخرى، وبينهما كثير من المتاعب والآلام والمهام الشاقة التي تتطلب رعاية ورقابة مستمرة له.
لذلك إذا كان أحد أفراد أسرتك مصابا بألزهايمر، فينبغي على جميع أفراد الأسرة معرفة بعض المعلومات الأساسية عن المرض وتطوره، وكيفية رعاية المريض في المنزل للحفاظ على حياته من التعرض لأي مكروه، ولتجنب تدهور حالته الصحية.
الفرق بين الخرف وألزهايمر
قد تحتاج أولا أن تعرف الفرق بين الخرف (Dementia) وألزهايمر (Alzheimer).
فالخرف مصطلح عام يشير إلى تدهور القدرة العقلية بشكل حاد يؤثر على الحياة اليومية. أما ألزهايمر فهو السبب الأكثر شيوعا للخرف.
وللخرف مجموعة من الأعراض المرتبطة بانخفاض الذاكرة أو التفكير المنطقي أو مهارات التفكير الأخرى. وتوجد أنواع مختلفة من الخرف، وتسببه العديد من الحالات.
والخرف المختلط حالة تحدث فيها تغيرات دماغية لأكثر من نوع واحد من الخرف في وقت واحد. وألزهايمر هو السبب الأكثر شيوعا للخرف، ويمثل 60-80% من حالات الخرف، بحسب موقع منظمة ألزهايمر.
والخرف ليس جزءا طبيعيا من الشيخوخة. وهو ناتج عن تلف خلايا الدماغ الذي يؤثر على قدرتها على التواصل، مما قد يؤثر على التفكير والسلوك والمشاعر.
ألزهايمر
هو مرض تنكسي في الدماغ ينتج عن تغيرات معقدة في الدماغ عقب تلف الخلايا.
ويؤدي إلى أعراض الخرف التي تتفاقم تدريجيا بمرور الوقت. وأكثر أعراضه المبكرة شيوعا صعوبة تذكر المعلومات الجديدة لأن المرض يؤثر عادة على جزء الدماغ المرتبط بالتعلم أولا.
ومع تقدم المرض، تزداد الأعراض حدة وتشمل الارتباك وتغيرات السلوك. وفي النهاية، يصبح التحدث والبلع والمشي أكثر صعوبة.
وعلى الرغم من أن معظم المصابين بألزهايمر يبلغون من العمر 65 عاما أو أكبر، فإن ما يقرب من 200 ألف أميركي دون 65 عاما مصابون بألزهايمر.
مراحل الخرف الثلاث
قد لا يلحظ أفراد الأسرة ولا المريض نفسه الأعراض الأولى للخرف، إلى أن يصبح أمرا واقعا لا مفر منه.
وبعد تشخيص الخرف، عادة ما يتبع مسارا منحدرا من 3 مراحل.
في الخرف الخفيف، قد يواجه الأشخاص صعوبة في تذكر الكلمات والأسماء، وتعلم المعلومات الجديدة وتذكرها، والتخطيط وإدارة الأنشطة المعقدة مثل القيادة.
قد يعانون أيضا من الحزن والقلق وفقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة، وأعراض أخرى مثل الاكتئاب الشديد.
في الخرف المعتدل، عادة ما تتأثر الوظائف الجسدية والحسية، وقد يظهر ذلك بوضوح في النظافة الشخصية، والتفوه بألفاظ غير لائقة وسلوك حاد مع المحيطين، والشرود المستمر.
في هذه المرحلة، يحتاج المريض للاحتواء وتقبل السلوكيات بهدوء ورحمة، ودون توجيه اللوم والانتقاد أو التذكير بأن المريض قد نسي القيام بأمر ما بديهي مثل الاهتمام بأمور النظافة الشخصية اليومية.
عندما يصاب عزيز لديك، فيجب الحرص على عدم إصدار الأحكام السيئة ضده، تذكر أنك ترعى مسنا بسلوك طفل. وهو بالتأكيد تحد عاطفي وجسدي كبير.
يقول روبرت ماتسودا، موسيقي من لوس أنجلوس عمل بدوام كامل ويهتم بأمر والده مصاب بألزهايمر من 3 سنوات “عندما ينتقل المريض من الخرف الخفيف إلى المعتدل، غالبا ما يلزم إجراء بعض التعديلات المنزلية التي قد تشمل إزالة السجاد وتركيب أقفال ومزالج الأمان وإضافة حواجز على الفراش في النوم لحماية المريض من السقوط أثناء النوم، وتأمين النوافذ والشرفات”.
هذا أيضًا هو الوقت الذي يجب فيه إحضار فريق الرعاية التلطيفية لدعم أفراد الأسرة في إدارة السلوكيات، فالعائلة وحدها لا تستطيع القيام بكافة المهام وحدها، قد تحتاج إلى يد العون من المتخصصين لمساعدة المريض على تخفيف أعراض المرض بصورة كبيرة.
الخرف الشديد، قد يكون هناك فقدان شديد للذاكرة، أو محدودية في الحركة والتي قد تصبح منعدمة، مع صعوبة في البلع، ومشكلات في التحكم بالأمعاء والمثانة، وهو ما يعني اعتياد حوادث التبول والتبرز اللاإرادي.
في هذه المرحلة، قد يواجه المريض صعوبة في التعرف على أفراد الأسرة ومقدمي الرعاية.
لماذا يجب الاستعانة بالمتخصصين؟
قد يتعامل أفراد الأسرة، الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر خلال المراحل المتوسطة والشديدة أيضا، بالحزن الاستباقي المرتبط بالشعور بفقدان وشيك لأحبائهم.
ويحذر الخبراء من أن أفراد الأسرة الذين يرعون مريض الخرف، ولا يحصلون على مساعدة المتخصصين النفسيين والمعالجين السلوكيين، قد يكونون أكثر عرضة لتجربة فترة طويلة ومعقدة من الحزن بعد وفاة أحبائهم.
بحسب موقع “مايو كلينك” (Mayoclinic) إذا كنت ترعى مصابا بألزهايمر أو الخرف المرتبط به، فسوف يزداد دورك في إدارة المهام اليومية مع تقدم المرض. ضع في اعتبارك النصائح العملية التي يمكن أن تساعد المصاب بالخرف على المشاركة قدر الإمكان، وتمكنك من إدارة المهام بفعالية.
تقليل الإحباط
قد ينفعل المصاب بالخرف عندما تصبح المهام التي كانت بسيطة في يوم من الأيام صعبة.
وللحد من التحديات وتخفيف الإحباط:
- ضع روتينا يوميا، يتضمن بعض المهام، مثل الاستحمام أو المواعيد الطبية ومواعيد الأدوية، وقدم هذا الروتين عندما يكون المريض أكثر يقظة وانتعاشا.
- خذ وقتك، وتوقع أن المهام قد تستغرق وقتا أطول مما كانت عليه في السابق وقم بجدولة المزيد من الوقت لها.
- امنح نفسك وقتا للاستراحة، فلن تستطيع وحدك القيام بكل مهام رعاية المريض وبصورة متواصلة، خذ وقتا للاستراحة بين المهام اليومية.
- أشرك المريض، واسمح للمصاب بالخرف بالقيام ببعض المهام بنفسه مثل ارتداء الملابس بشكل مستقل، أو ترتيب الفراش أو المائدة.
- قدم اختيارات، واحرص أن يكون هناك خياران محددان فقط مثل “هل تفضل مشروبا ساخنا أم باردا” أو اسأل عما إذا كان يفضل الذهاب في نزهة على الأقدام أو مشاهدة فيلم.
- قدم تعليمات بسيطة، فمن الأفضل أن يفهم المصابون بالخرف التواصل الواضح بخطوة واحدة. وتجنب الأوامر المركبة التي تتطلب القيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت.
- الحد من القيلولة، تجنب القيلولة المتعددة أو المطولة خلال النهار. هذا يمكن أن يقلل من مخاطر النوم ليلا.
- قلل من المشتتات، أغلق التلفاز وقلل من عوامل التشتيت الأخرى في وقت الطعام وأثناء المحادثات لتسهيل تركيز المصاب بالخرف.
- هيئ بيئة آمنة، ولتعزيز السلامة: تجنب السجاد والأسلاك الكهربية وأي فوضى قد تسبب السقوط، وقم بتركيب الدرابزين أو قضبان الإمساك في المناطق الحرجة مثل الحمام.
- استخدم الأقفال، قم بتثبيت أقفال على الخزانات التي تحتوي على أي شيء يحتمل أن يكون خطيرا، مثل الأدوية والكحول والبنادق ومواد التنظيف السامة والأدوات الخطرة.
- تحقق من درجة حرارة الماء، قم بخفض منظم الحرارة الموجود في سخان الماء الساخن لمنع الحروق.
- اتخذ احتياطات السلامة من الحرائق، وحافظ على أعواد الثقاب والولاعات بعيدا عن متناول اليد.
- إذا كان المصاب بالخرف مدخنا، فاحرص دائما على الإشراف على التدخين.
- احرص على تركيب أجهزة استشعار الدخان والحريق، وتأكد من توفير مطفأة الحريق داخل المنزل في متناول اليد.
المصدر: الجزيرة نت