شد الحبل بين الأطباء و”مراكز التجميل” يصل إلى قبة البرلمان المغربي
انتقد فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب ما وصفه بتطفل بعض مراكز التجميل على بعض الاختصاصات في الطب بشكل عام، والطب التجميلي بشكل خاص، وهو ما يؤدي إلى نتائج خطيرة مرتبطة بصحة المواطنين، خاصة النساء.
واستفسر نواب “البام”، في إطار سؤال شفوي توصلت به هسبريس، وزير الصحة بخصوص الإجراءات التي يعتزم اتخاذها، حفاظا على الممارسة القانونية لمهنة الطب بالمغرب، وبقاء هذه المراكز محصورة في الخدمات الطبية التي أحدثت من أجلها، بالإضافة إلى التدابير المتخذة لحماية صحة المواطنين، لاسيما فئة النساء اللواتي يقبلن بشكل كبير على مثل هذه الخدمات، وبعضهن تعرضن لتشوهات ظاهرة.
وفي هذا السياق قالت النائبة البرلمانية حنان أتركين، عن حزب الأصالة والمعاصرة، في تصريح لهسبريس، إن ما يقع في مواقع التواصل الاجتماعي من دعاية لهذه المراكز، في ظل انعدام المراقبة والمحاسبة، غير مقبول، مشيرة إلى أن بعض الأشخاص يعمدون إلى خلق صفحات بـ”أنستغرام” و”فيسبوك”، ويعلقون على مراكزهم يافطة طب التجميل. وأكدت أن القائمين على هذه المراكز في الغالب لا تكون بحوزتهم سوى بعض التكوينات بعيدة عن التخصص الطبي الدقيق.
وأضافت أتركين أن “بعض الأشخاص يفتحون مراكز ويجهزونها بمجموعة من الآلات، مثل الآلات الخاصة بالليزر، علما أن صلاحية استعمالها ينبغي أن تمنح حصريا للأطباء، بسبب ما يمكن أن تخلقه من مضاعفات في حال لم تستخدم بالشكل الصحيح”.
وأكدت البرلمانية، والطبيبة المختصة في أمراض وجراحة الجلد وطب التجميل، أن هناك حالات اضطر فيها متضررون من بعض المراكز إلى اللجوء للأطباء من أجل معالجة الحروق الجلدية والمخلفات التي تسبب فيها خضوعهم لحصص إزالة الشعر بالليزر. كما نبهت إلى خطر استعمال الحقن، والآلات المرتبطة بالدم، التي لا ينبغي بشكل نهائي استعمالها من طرف غير الأخصائيين لإمكانية تسببها في أمراض تنقل عن طريق الدم.
واستغربت أتركين اعتماد هذه المراكز على الإعلان والإشهار في واضحة النهار، مؤكدة أن صور الدعاية حول الحقن بـ”البوتوكس” و”الفيلر” تملأ مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أن الأشخاص المتضررين من بعض الممارسات غير المهنية في هذا المجال لا يقدمون على رفع شكايات، بسبب عدم رغبتهم في الجهر بلجوئهم إلى مراكز التجميل أمام أسرهم ومحيطهم.
جدير بالذكر أن ممارسة طب التجميل تتطلب تكوينا جامعيا لمدة تقارب ثماني سنوات، وخبرة عملية، ومتابعة أكاديمية لمستجدات هذا المجال الذي يتطور بسرعة كبيرة.