جميع الأخبار في مكان واحد

تأخر إصلاح سوق السمارين يثير تذمر التجار

بعد أكثر من عام ونصف العام من المعاناة التي فرضتها جائحة “كوفيد-19″، تنفست ساحة جامع الفنا ورواد حلقتها، وتجار الأسواق المحيطة بها، وأصحاب المطاعم والمقاهي، الصعداء، حيث عادت عجلة الحياة للدوران مجددا في القلب النابض للمدينة الحمراء، لكن هذا الأمل اصطدم بإصلاحات همت المنطقة وسوق السمارين.

ولأن سوق السمارين يعد من أكبر الأسواق والوجهات السياحية التي لا تكتمل زيارة مراكش دون التسوق منها أو زيارتها على الأقل، فقد بلغ الضرر بتجاره الزبى بسبب إصلاحات تجري به في إطار مشروع “مراكش الحاضرة المتجددة”، في لحظة تزامنت مع توافد زوار المدينة وأبنائها، وحلول فصل الشتاء، ما جعل التجار يتمنون تأخرت التساقطات المطرية لأن محلاتهم أضحت معرضة لهجوم السيول والأمطار.

أحمد القباج، تاجر بسوق السمارين، قال: “أكثر من 24 شهرا ومحلاتنا مغلقة بسبب التداعيات القاهرة لجائحة كوفيد-19، ولما تم تخفيف القيود الاحترازية وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، اصطدمنا بتأخر إصلاحات تهم واجهة السوق وسقفه، ما حوله إلى سوق أسبوعي بالمحيط القروي لمدينة مراكش في لحظة بدأت وفود سياحية من داخل المملكة وخارجها تزوره”.

هذا التأخر، يضيف القباج في تصريح لهسبريس، “كبدنا خسائر، ويهدد بسقوط محلاتنا مع ما ستجود به السماء من أمطار؛ فعدم بناء سقف السوق يشكل خطرا على محلات التجار التي تحوي سلعا بمليارات الدراهم”.

وأرجع القباج تعثر الإصلاحات بسوق السمارين إلى كون الشركة النائلة للصفقة تشتغل على أكثر من واجهة.

ولأن إصلاح السوق حدد في 8 أشهر، فإن التاجر عبد العزيز الويسي قال عن هذا التعثر: “مسنا الضرر من تأخر الإصلاحات التي يبدو أنها ستعمر أكثر من 3 سنوات”، وأوضح أن “جل المحلات التجارية تشكو من أسطح هشة وآيلة للسقوط في أي لحظة لغياب قنوات تصريف مياه الأمطار”، مشبها هذا الفضاء التجاري بالأسواق العشوائية، محذرا من أن “التساقطات المطرية ستغرقنا وتعرقل الحركة التجارية”.

عبد السلام حرشي، أمين المال لجمعية التضامن لتنمية سوق السمارين، طالب بدوره بإعطاء العناية اللازمة لسوق السمارين نظرا للأولوية التي يحظى بها على مستوى ساحة جامع الفنا التي تشكل محجا لكل زوار المدينة الحمراء، معتبرا أن “المنطق السليم يفرض ذلك، لأن هذا المرفق التجاري أضحى شبيها بسوق أسبوعي”، موردا أن “ضرر التجار لا يتصور لأنهم عانوا من وباء كورونا ولديهم التزامات مالية تجاه الممولين”.

وفي تصريحات متطابقة لهسبريس خلال جولتها بسوق السمارين، طالب التجار بتسريع أشغال إصلاحه لرفع أضرار تداعيات جائحة كورونا عنهم، ولما له من أهمية في المساهمة في إنعاش القطاع السياحي الذي سيحتاج إلى أكثر من 3 سنوات لانطلاقته مجددا واستعادة عافيته.

وللوقوف على رأي الشركة المعنية المكلفة بأشغال سوق السمارين، التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، زارت هسبريس مقرها الجهوي بمدينة مراكش. ولأن نائب المدير الجهوي كان في مهمة، تركنا لدى المكلفة بهذا المكتب موضوع الزيارة وهاتف الجريدة، لكننا لم نتوصل بأي رد رغم مرور أكثر من 4 أيام.

وكان أربعة مسؤولين وازنين بشركة “العمران مراكش ـ آسفي” قد أطيح بهم على خلفية الاشتباه في تورطهم في “اختلالات مالية” شابت إبرام وتدبير صفقات بعض مشاريع البرنامج الملكي “مراكش.. الحاضرة المتجددة” التي تم التوقيع عليها أمام الملك محمد السادس سنة 2014، والمشروع الملكي لتأهيل المدينة العتيقة بمراكش الذي أطلقه ملك البلاد في أكتوبر 2018.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.