جميع الأخبار في مكان واحد

محمد رضى الأعرابي .. بطل عالمي شاب يقهر الحواجز في “أم الرياضات”

يقال إن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، وبالحلبة الترابية للملعب البلدي بمدينة وزان كانت أولى خطوات البطل العالمي محمد رضى الأعرابي في مضمار ألعاب القوى قبل أن يعانق العالمية.

تحسب للبطل الشاب رضى عصاميته، فمن كان طفلا غدا بطلا عالميا مراكما لإنجازات كثيرة كبيرة ومتعددة لا تزال راسخة في ذهنه؛ أبرزها ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وأولمبياد طوكيو الأخيرة التي حقق خلالها مرتبة مشرفة، وماراثون نيويورك قبل أيام الذي حصد فضيته، فضلا عن اعتلائه منصة التتويج في بطولات عالمية أخرى بعواصم دولية عديدة حيث حقق الذهب ورفع علم المغرب عاليا.

وردة وسط أرض قاحلة

شكلت الألعاب المدرسية محطة فارقة في المسار الرياضي لمحمد رضى؛ إذ كان تألقه في البطولة الوطنية للألعاب المدرسية نقطة تحول أسهمت في بروز نجمه مبكرا، ليعرج بفضلها على العدو الريفي ويلتحق بعد ذلك بالمنتخب الوطني لألعاب القوى في مغامرة لم تكن مفرشة بالورود.

محمد الملياني، مدرب ومؤطر سابق في رياضة ألعاب القوى، وصف العداء الأعرابي بـ”البطل المقاتل والمثابر الذي أبان عن علو كعبه منذ نعومة أظافره، رغم الإقصاء الممنهج الذي عانت منه هذه الرياضة على الصعيد الإقليمي”.

وأبرز الإطار المغربي الحاصل على ديبلومات والمراكم لتكوينات دولية في هذا المجال أن ألعاب القوى بمدينة وزان تأسست سنة 1964، وتم تجديد مكتب نادي أولمبيك وزان لألعاب القوي عام 1991، و”منذ ذلك الحين وهي تعاني من التهميش والإهمال والحكرة التي طالت مكونات الجمعية الرياضية”.

ورغم إسهام هذه النواة الرياضية في بزوغ شمس أبطال “أم الرياضات” الذين انطلقوا من وزان وراكموا النجاحات، أمثال البطلة الدولية عزيزة الوافي، والعداء العالمي محمد رضى الأعرابي المتخصص في المسافات الطويلة والماراثون، وغيرهما، إلا أنها “ذاقت سياط الحكرة والمهانة على مر عقود خلت”، على حد تعبير الملياني.

ولا يبرئ المدرب السابق لرضى الأعرابي أحدا، ويعتبر هذا الإقصاء ممنهجا من مختلف المسؤولين على اختلاف درجاتهم ورتبهم، ولعل أبرز ما يزكي هذا الطرح تأهل العداء الأعرابي إلى أولمبياد طوكيو، التي يكفي شرف المشاركة فيها، ولم تكن هناك أي التفاتة، سواء من السلطة الإقليمية أو المحلية، ولا من طرف المنتخبين على مستوى إقليم وزان، لدعمه ولو حتى معنويا.

وشدد الملياني، في تصريح لهسبريس، على أن حلبة الملعب البلدي بدار الضمانة، “لا تزال شاهدة على البدايات الأولى وعلى العصر وبزوغ أبطال وعدائين مرموقين ذاع صيتهم رغم المعاناة والإكراهات العديدة التي اعترضت مسارهم الشاق والمضني”، واصفا البطل العالمي محمد رضى الأعرابي بـ”الوردة التي نمت وكبرت وسط أرض قاحلة”، في إشارة واضحة إلى “الحكرة” التي تعاني منها أم الرياضات على مستوى إقليم وزان.

بكثير من الفخر والاعتزاز، يتحدث العداء المغربي عن ناديه الأم الذي ترعرع فيه وأبى إلا أن يشارك مدربه السابق أطوار الحوار، فهو ليس ناكرا للجميل ولا ابنا عاقا، وهكذا هي خصال الكبار.

يرجع رضى النجاحات التي بصم عليها والتألق الكبير الذي يراكمه إلى الله أولا، والتدريبات الشاقة والساعات الطويلة التي يقضيها في الاستعداد، ثم إلى الدعم الذي يحظى به من قبل الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى والطاقم التقني ومدربه، راسما أهدافا على مستوى المستقبل القريب والبعيد والمتوسط لجيل جديد قادر على إعادة أمجاد هذه الرياضة بالمغرب وإحياء المكانة التي تحظى بها ألعاب القوى الوطنية على المستوى الدولي.

وتأسف البطل المغربي، في حديث لهسبريس، لخفوت نجم رياضة ألعاب القوى بمدينته، آملا أن يتم احتضان الشباب وتوفير البيئة المناسبة، مشيرا إلى أن قرى الإقليم والجماعات المجاورة تشكل خزانا ومشتلا لأقدام واعدة قد تقول كلمتها إذا ما توفرت لها الظروف المواتية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.