جميع الأخبار في مكان واحد

مرضى السرطان بخريبكة يتجرعون مرارة الداء وألم الوصول إلى الدواء

يحتفل المغرب، في 22 نونبر من كل سنة، بـ”اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان”، من أجل الوقوف على ما تحقق في مجال علاج مرضى السرطان وتحسين طروف تتبع أوضاعهم الصحية والتكفل بهم ومدى تعزيز وتوسيع عمليات التحسيس والتوعية بضرورة الكشف المبكر عن مختلف أنواع السرطان بهدف تقليص عدد المصابين بهذا المرض.

وأمام النتائج الإيجابية التي تحققت على الصعيد الوطني من خلال توسيع وتطوير البنيات التحتية المخصصة للتشخيص والعلاج والتكفل بالمصابين في إطار أوراش ومشاريع موزعة بعدد من المناطق، يُثار بين الفينة والأخرى بمدينة خريبكة، خاصة بين مرضى ومريضات السرطان والمشتغلين في المجال الصحي، نقاش حول المعاناة المادية والمعنوية التي يعيشها المصاب بهذا الداء وهو يبحث عن العلاج في مدن مجاورة أو بعيدة.

الحاجة إلى الدعم والمصاحبة

وفي هذا الإطار، قالت جميلة سلومي، رئيسة جمعية الباب الكبير لمرضى السرطان بخريبكة، إنه “بقدر حاجة مريض ومريضة السرطان إلى الدعم المادي، خاصة بالنسبة إلى المصابين الذين لا يتوفرون على تغطية أو تأمين صحي من الفئات المجتمعية الهشة، فإن مرضى السرطان في حاجة أيضا إلى المصاحبة والمساندة المعنوية، سواء لحظة العلم بالإصابة أو خلال مرحلة العلاج”.

وأضافت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، أن “الكثير من المصابين بالسرطان يقعون ضحية الانهزامية اتجاه المرض، وهو ما قد يتطور إلى حالة من الاكتئاب التي تضعف معه نسبة نجاعة العلاج لارتباط هذه الأخيرة بشكل وثيق بدرجة المناعة لدى المريض”، موضحة أن “جسم المريض لن يتحمل مثلا حصص العلاج الكيماوي إذا كانت مناعته منخفضة، كما أن الحالة النفسية للمريض لها تأثير مباشر على ارتفاع أو انخفاض مناعة جسمه”.

وشددت جميلة سلومي على أن “مريضة ومريض السرطان بحاجة ماسة إلى أن يخصهم وسطهم العائلي ومجتمعهم بعناية ورعاية خاصة”، مضيفة أنه “انطلاقا من معاينة ومعايشة ما يعانيه مريض السرطان من أزمات نفسية وصعوبات مادية ناتجة بالأساس عن خطورة المرض، خاصة في مراحله المتقدمة وكلفة علاجه الباهظة، تولدت لدى مجموعة من الأخوات فكرة تأسيس جمعية تهدف إلى تقديم الدعم والمساندة لمريضة ومريض السرطان”.

وأكدت الفاعلة الجمعوية أن “جمعية الباب الكبير لمرضى السرطان بخريبكة، ولو أنها حديثة التأسيس، فقد بادرت إلى تسطير برنامج سنوي عملي متكامل تشتغل عليه. كما انخرطت في العمل الميداني، بدءًا بتنظيم شهر أكتوبر الوردي على شكل حملة للتحسيس بأهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، وعرض مجموعة من النساء على الكشف والفحص بالأشعة، وذلك بشراكة مع عيادة الدكتورة حسنية زميمتة ومركز الفحص بالأشعة الساحل ومصحة الساحل للأنكولوجيا”.

معاناة التنقل إلى المدن المجاورة

وعن أوضاع مرضى السرطان بخريبكة، قالت جميلة سلومي إنه “من خلال اشتغالنا على موضوع السرطان بجميع أنواعه في إقليم خريبكة، وقفنا على حقيقة مفادها أن الإقليم لا يتوفر على مركز مختص في علاج الأورام والسرطان؛ وهو ما يدفع المصابات والمصابين إلى تلقي العلاج خارج الإقليم، ويضطرون إلى التوجه إلى مدن مجاورة كبني ملال والدار البيضاء، مع ما يرافق ذلك من معاناة يومية، خاصة عند تلقي حصص الأشعة، مما يشكل عبئا ماليا وكللا يتحمله المريض ومرافقوه”.

وقالت سلومي إن “جمعية الباب الكبير لمرضى السرطان هي الجمعية الأولى التي تعنى بهؤلاء المرضى والمريضات على مستوى إقليم خريبكة الذي يفتقر إلى مثل هذه الإطارات والهيئات؛ وهو ما يحفزنا على المزيد من العمل والاجتهاد، انطلاقا من الانفتاح على مجموعة من الجهات بقصد فتح أوراش العمل وتأمين أسباب النجاح، وتوفير متطلبات مريضة ومريض السرطان لتخفيف العبء عنهم، سواء من الناحية المادية أو المعنوية”.

وختمت جميلة سلومي تصريحها للجريدة بالتأكيد على أن “الجمعية لاقت ترحيبا كبيرا وتشجيعا يثلج الصدور من طرف الجهات الرسمية، وعلى رأسها عامل إقليم خريبكة، وكذا مجموعة من الفاعلين من القطاع الخاص في مجال علاج السرطان والأورام من داخل الإقليم وخارج، من أجل التعاون المشترك والمساهمة، كل في مجال اختصاصه، في خدمة مرضى ومريضات السرطان بالمنطقة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.