رفيقي : القول بأن الإسلام حرم الوشم مطلقا مصادرة للآراء
كتبب محمد عبد الوهاب رفيقي رأيه فيما يخص الوشم ان كان حراما و هو ” ” القول الذي ترسخ في الثقافة الدينية للمغاربة بعد الغزو المشرقي، استدلالا بحديث “لعن الله الواشمة والمستوشمة….”..
وقال رفيقي في تدوينة مطولة:
أولا: الوشم ثقافة قديمة جدا جدا، بدأت مع الحضارات البشرية الأولى سواء الفرعونية أو الصينية أو غيرها، وتاريخه يعود لآلاف السنين قبل الميلاد.
ثانيا: الوشم في ثقافتنا الأمازيغية هوية جمالية، وتحف فنية، و صور حية، وتعبير عن مشاعر وأوضاع اجتماعية، وهو تقليد عريق وجميل في تراثنا المشترك.
ثالثا: لم يكن الوشم في ثقافتنا الأمازيغية حصرا على المرأة، حتى الرجل الأمازيغي كان يضع الوشم حسب كثير من الدراسات الأنتروبولوجية، قبل اندثار هذه الثقافة لأسباب مختلفة.
رابعا: حتى فقهاء المسلمين لم يتفقوا على تحريم الوشم، منهم من حرمه، ومنهم من رآه مكروها، ومنهم من رآه حلالا، وبالتالي القول بأن الإسلام حرم الوشم مطلقا مصادرة للآراء الأخرى، ومحاولة لفرض الرأي الواحد، وبالمغرب حتى فقهاء الأمازيغ المسلمين لم يكونوا يرونه محرما.
خامسا: حتى النص المستدل به :”لعن الله الواشمة والمستوشمة…” عليه إشكالات كثيرة، منها أن زيادة “المغيرات لخلق الله” في آخر النص غير موجودة في أغلب الروايات، وقد استغربها كثير من الفقهاء بأنفسهم، لأن التغيير لغرض مزيد من التجمل والتزين لاحرج فيه، بل مطلوب، وقد نقل الفقهاء بأنفسهم قول عائشة في النمص لمن أرادت نتف حاجبيها تزينا لزوجها، وهو وارد في الحديث أيضا: ” لو استطعت أن تخلعي مقلتيك وتبدليها بخير منها فافعلي “، لهذا اختلف الفقهاء في تعليل هذا اللعن، بين قائل بأنه بسبب ما كان من تدليس النساء وإخفاء اعمارهن ، ومن قال بسبب الأذى المرافق لمثل هذه السلوكيات، ومنهم من قال كانت هذه الصفات مجتمعة سمة للعاهرات، أي انهم لم يجدوا تعليلا متفقا عليه، مما يضعف الاستدلال بهذا النص.
سادسا: تصرفات الإنسان في جسده عائدة له ولا حق لأحد أن يتدخل فيها، فإذا كان يحب وضع التاتو او الوشم على جسده، ويراه قيمة جمالية، فليس من حق أي أحد التدخل فيه، ولا الحكم على تصرفه، ولو كان لا يرى ذلك جمالا، أو لا يروقه رؤية الواشمين، لأن هذا مجال نسبي، تختلف فيه الأذواق والمعايير، ولا يمكننا التماهي مع موجات التحريم التي تحاول فرض نفسها حتى على ما بين الإنسان وجسده.
لهذا لا أجد أي مبرر للإنكار على الآخر، أو التنقيص منه، أو الحكم المسبق عليه، لمجرد أنه وضع رسما على جسده، تعبيرا عن نفسه أو مشاعره أو أحلامه، خاصة وأن طرق وضعه قد تطورت علميا، بما يمنع الأذى عن الإنسان، وبما يجعله مأمونا صحيا، ولا خطر فيه على صحة الفرد.
هدشي ما كاين عارف هاد المنشور غيعجب صحاب التاتو، بالصحة والراحة