نساء القوات البحرية الملكية يتصدرن واجهة الدفاع عن حوزة المغرب
من داخل القاعدة الأولى للبحرية الملكية المغربية بالدار البيضاء، أيادٍ ناعمة تتقدَّمُ القوات البحرية في الدفاع عن حوزة الوطن، بعدما جذبهنّ الانتماء لجيش المملكة إلى الانضمام للمدرسة الملكية البحرية، ليجدن أنفسهن منهمكات في أوراش تروم تحصين الأمن البحري للبلاد.
كوكبة من النساء العسكريات يباشرن مهامهنّ كل صباح بروح وطنية وديناميكية دائمة من داخل فرقاطة محمد السادس، التي حلّت بها هسبريس من أجل مواكبة الأنشطة اليومية لهذه “الأيادي الناعمة”، حيث يشغلن مهام متنوعة وأساسية داخل مختلف مراكز العمليات بهذه السفينة الحربية.
إحدى الكفاءات النسائية التي تعمل في المهن البحرية للقوات المسلحة الملكية، هي الملازم الأول إلهى خولة التي تشغل مهمة رئيسة قسم الخدمات الأمنية بفرقاطة محمد السادس. التقينا بها، وهي في خضم تمرين للتدرب على إطفاء الحريق بالفرقاطة، حيث تقدم سيناريو للتدريب الأمني لفائدة طاقم العمل.
وبهذا الخصوص، قالت الملازم الأول، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “التمرين يمكن من تدريب طاقم البارجة على تقنيات التدخل السريع من أجل إطفاء الحرائق”، وأضافت أن دورها يتمثل في إدارة التدخل السريع من خلال السيناريو الموجز الذي تقدم من خلاله موضوع التمرين، والوسائل المتاحة لإطفاء الحريق، والتعريف بالتقنية التي سيتم اعتمادها من أجل التدخل، والإجراءات الأمنية التي يجب تبنيها أثناء التمرين.
غادرنا بعدها إلى قسم الخدمات الطبية حيث يتم التكفل بحوادث الشغل، خاصة منها المتعلقة بالغوص. وبهذا الشأن، تتحدث إلينا الملازم الطبيبة سارة الذهبي عن الخدمات الطبية التي تقدمها على متن البارجة محمد السادس، لا سيما المرتبطة بحوادث الشغل.
وفي حديثها عن المهام المنوطة بها، أفادت الطبيبة سارة الذهبي بأنها إلى جانب تقديم العلاجات الضرورية لطاقم البارجة، فهي تقوم بتلقين الطاقم مبادئ الإسعافات الأولية، وسبل الحرص على مبادئ السلامة الصحية، بما فيها الوقاية ضد الإصابة بفيروس كورونا.
وشرحت سارة أنه “يمكن في إطار عمليات البحث والإنقاذ تسجيل الضحايا والتكفل بعلاجهم الطبي تلبية لطلبات النجدة والإسعاف لفائدة قوارب الصيد والبواخر التجارية والترفيهية”.
وأضافت أن “المصحة تحتوي على مجموعة من معدات وأدوات الكشف والتطبيب التي تخول التدخل في جميع الحالات، بما يشمل الإصابات النووية والبيولوجية والكيماوية. كما يمكن، حسب الحاجة، نقل الحالات الطارئة إلى المستشفى العسكري محمد الخامس عبر مروحيات بحرية ملكية أثناء التواجد في عرض البحر”.
غير بعيد عن مصحة التطبيب، وجدنا الملازم الأول أسماء حمضي، التي تشغل مهمة نائب رئيس قسم المحركات على متن فرقاطة محمد السادس، وهي منكبة على أداء واجبها بمستودع مروحية الباخرة.
وعن ذلك، قالت المسؤولة العسكرية إنها “تُطلع الطاقم على موجز الإبحار عند المناورة، ما يمكن الباخرة من الخروج بأمان من الميناء إلى البحر”.
وأبرزت نائب رئيس قسم المحركات بالفرقاطة، في حديثها لهسبريس، أنها تقدم خلال الإحاطة للطاقم والقائد على وجه الخصوص العناصر المناخية المتعلقة بالمناورة المعنية، وتقترح فكرة المناورة على القائد، بحيث يمكنه إجراء تعديل عليها قبل التحقق منها، على أساس أن المناورات يتم تكييفها حسب تقلبات اللحظة.
قرب مقر القيادة بفرقاطة محمد السادس، توجد فرقة عسكرية خاصة متخصصة في مواجهة المخاطر الخارجية. وعن ذلك، شددت الرقيب سناء الغزو على أن وجودها في هذا القسم “اختياري، لأنه يتماشى مع الطموح الشخصي”، معتبرة أن “الوظيفة تتطلب لياقة بدنية مهمة تستدعي أن يكون الفريق على تأهب دائم لمواجهة المخاطر المتعددة، وهو ما يجعل الطاقم يستفيد من دورات تكوينية متعددة داخل وخارج أرض الوطن لتعزيز إمكانياته وخبرته”.