جميع الأخبار في مكان واحد

عائشة ماجدة .. باحثة تقود جهود الذكاء الاصطناعي في جامعة فاس

بعد سنوات من البحث في مجال الذكاء الاصطناعي وتأطير بحوث طلبتها، توجت عائشة ماجدة، أستاذة علوم الحاسب الآلي بكلية العلوم والتقنيات بفاس، مسيرتها العلمية بالظفر بجائزة جامعة سيدي محمد بن عبد الله للبحث والابتكار في الإعاقة برسم دورتها الثالثة لسنة 2021، مكافأة لها على بحثها العلمي حول استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتشخيص التوحد ودعم التعلم لدى الأطفال المصابين بهذا المرض.

فما هو المسار المهني للباحثة عائشة ماجدة في مجال الذكاء الاصطناعي؟ وكيف تنظر إلى مستقبل البحث العلمي في علاقته بالذكاء الاصطناعي بالجامعات المغربية؟ وماذا عن بحثها العلمي حول مرض التوحد؟

شغف بالذكاء الاصطناعي منذ الجامعة

قالت عائشة ماجدة، في حديث مع هسبريس، إنها حصلت على الإجازة سنة 1998 بكلية العلوم بجامعة مكناس بميزة مشرفة؛ وهو ما أهلها إلى الاستفادة من منحة التميز لمتابعة دراستها العليا بأحد المختبرات التابعة لكلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث نالت شهادة الدكتوراه سنة 2000 عن بحثها حول معالجة المعلومات والصور المتحركة والثابتة.

وأضافت الباحثة ذاتها بأن اهتمامها بالذكاء الاصطناعي كان من أولوياتها لما كانت طالبة بجامعة الرباط، موردة أنها بادرت رفقة زملاء لها، بعد التحاقها كأستاذة بشعبة الإعلاميات بكلية العلوم والتقنيات بجامعة فاس سنة 2002، إلى تأسيس مختبر البحث حول الأنظمة على الحاسوب والأنظمة المدمجة.

وأبرزت عائشة ماجدة أن اهتماماتها كباحثة في الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على مرض التوحد؛ بل تمتد إلى مجالات أخرى عبر إشرافها على إعداد بحوث الماستر وأطروحات الدكتوراه لفائدة الطلبة الجامعيين، تمس مختلف جوانب البحث العلمي في تخصصات متعددة.

وأفادت الأستاذة الجامعية بأن جل الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه ممن يشتغلون على الذكاء الاصطناعي يضطرون إلى الهجرة إلى الخارج؛ نظرا للطلب المتزايد على المتخصصين في علم البيانات من طرف الدول المتقدمة، مثل فرنسا وكندا.

وأكدت الباحثة ذاتها أن العالم يتأهب لدخول عصر الذكاء الاصطناعي، نظرا لطغيان البيانات الضخمة على كل المجالات، مقترحة تخصيص وحدات لتدريس الذكاء الاصطناعي في جميع الشعب بالجامعات المغربية، بما في ذلك تخصصات الاقتصاد والآداب..

ودعت الباحثة في الذكاء الاصطناعي إلى دعم البحث العلمي بالجامعات المغربية بالإمكانيات اللازمة، مؤكدة أنه يجب تخصيص مدد طويلة للبحوث المرتبطة بالذكاء الاصطناعي؛ اعتبارا لكون البحوث المنجزة على المدى القصير لا يمكنها الوصول إلى النتائج المرجوة.

تشخيص التوحد ودعم التعلم لدى المصابين

أوضحت عائشة ماجدة، وهي تتحدث عن بحثها العلمي حول استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتشخيص التوحد ودعم التعلم لدى الأطفال المصابين بهذا المرض، أن فكرة اشتغالها على هذين الموضوعين راودتها بعد اكتسابها للمعرفة الأساسية لتشخيص هذا المرض بصفتها عضوا بجمعية المرآة للأطفال المصابين بالتوحد بفاس.

وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن البروتوكول المتبع في تشخيص التوحد بالمستشفيات يكون عادة عبارة عن أسئلة موجهة إلى الطفل وأحد والديه، مبرزة أنها لاحظت أن مثل هذه الطريقة يمكن أن تتأثر بعوامل خارجية؛ ما دفعها إلى التفكير في حلول ناجعة تجعل الطفل يتفاعل بطريقة طبيعية عند جلسات التشخيص.

“وهنا فكرنا في استعمال كاميرا ثلاثية الأبعاد قادرة على تتبع سلوكيات وحركات الطفل والتقاط نقاط الاهتمام من تعبيرات جسده، مثل حركة اليدين؛ حيث يمكن، وباستعمال النظام الذي طورناه، تحليل وفحص البيانات واستشعار حالة الطفل وتشخيص التوحد لديه”، كشفت الباحثة المغربية في حديثها مع الجريدة..

وأوضحت عائشة ماجدة أن الشق الثاني من مشروعها العلمي يهدف إلى معالجة صعوبات التعلم المرتبطة بالتذكر لدى الأطفال التوحديين؛ وذلك عبر توفير أداة تساعد على تقوية الذاكرة، وهو نظام قالت بأنه يمكن أن يفيد، أيضا، كبار السن المصابين بالزهايمر.

نظام دعم التعلم عن الأطفال التوحديين، حسب ما كشفت عنه عائشة ماجدة، عبارة عن لعبة ذكية وجادة تعمل على تحفيز الدماغ وإثارة انتباه المتعلمين وتحفيز مهاراتهم الحركية وتطوير أساليب التفكير لديهم، مبرزة أن هذا المشروع تم الاشتغال عليه بإشراك طلبة سلك الماستر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.