مغربيات يحققن التميز في “القفز الحر” مع القوات المسلحة الملكية
يقفزن من عل بثقة كبيرة في النفس، لا يؤرق بالهن خوف أو مجرد شك، متشبثات بطموحات كبيرة أفقها السماء؛ هن نسوة اخترن الانضمام إلى الفريق النسوي للقفز الحر التابع للقوات المسلحة الملكية، حققن نجاحات كبيرة منذ إنشاء الفريق عام 1983، وأحرزن التميز في مسابقات عالمية وزينت صدورهن بميداليات متعددة، منها الذهبية، فبات وصف “بطلات” ملازما لهن.
هسبريس انتقلت إلى مركز اللواء الأول للمشاة المظليين بسلا حيث تعرفنا على الفريق النسوي للقفز الحر التابع للقوات المسلحة الملكية، الذي يضم شابات عبرن بكل حب وفخر عما يمثله لهن عملهن، وأكدن أن المرأة الطموحة لا يمكن أن يوقفها شيء، ولو كانت حدوده السماء.
من بين من التقت بهن هسبريس، الملازم الثاني إكرام نوفل، مدربة في محاكي القفز الحر للمظليين، حضرنا معها حصة درس أدتها بكل حب ونقلت معارفها لكل من يتابعها بالقاعة، عبرت عن فخرها بما تقوم به، فهي أيضا تشارك في تدريب المنتخب الوطني لخوض مختلف البطولات العالمية.
وقالت نوفل في حديثها لهسبريس: “حصلت على شهادة التدريب والممارسة في محاكي القفز الحر سنة 2018، ما مكنني من تلقين المظليين المبتدئين مبادئ التوازن للقفز الحر بالاعتماد على المحاكاة، أي في ظروف مشابهة للسقوط الحر في الميدان”.
وأضافت: “حرصت قيادة القوات المسلحة الملكية على توفير المحاكي للقفز الحر وبرمجته في جميع التداريب اليومية لجميع المظليين من أجل تحسين المستوى التنافسي والحصول على أعلى الرتب، مثل ما تم تحقيقه سنة 2019 في الصين حينما أحرز المنتخب النسوي الميدالية الذهبية، مضاهيا أقوى الفرق العالمية، وأيضا في آخر بطولة عام 2021 في مدينة قطر حيث حققنا ميداليتين نحاسيتين”.
داخل الصف، تابعت مريم الناصري، تلميذة في السنة الثانية لسلك ضباط الصف مركز تدريب الوحدات المحمولة جوا، درس الملازم الثاني إكرام نوفل، وعبرت في تصريح لهسبريس عن رغبتها في الاندماج في الفريق النسوي للقفز الحر بالمظلات، قائلة إنه “الحلم بعيش تجربة رائعة؛ فأن ترى العالم من علو مرتفع تجربة لا تتأتى للجميع. أتمنى أن أقوم بتمثيل المغرب في مسابقات عالمية”.
وتحدثت الناصري عن مسارها داخل مركز تدريب الوحدات المحمولة جوا، مشيرة إلى أنها “خضعت لعدد من التداريب العسكرية للاندماج في الحياة العسكرية”، وقالت: “كما هو الحال بالنسبة لزملائي وزميلاتي، نتلقى عددا من التداريب في محاكي القفز الحر من أجل الاستعداد نفسيا وجسمانيا وتقنيا لخوض تجربة القفز من الطائرة”.
بعدها، انتقلت هسبريس إلى حصة المحاكاة، وهناك قام أعضاء الفريق بتمرين داخل “المحاكي للقفز الحر” حيث تتدرب المتباريات على القفز في ظروف تشابه ظروف القفز من الطائرة في السماء، وقد أدّيْنَ مختلف الحركات الضرورية في المحاكي قبل تطبيقها في السماء.
مقدم رئيس رجاء باروش، من الفريق النسوي الوحيد للمظليات في المغرب التابع للواء الأول للمشاة المظليين، قالت في لقائها بهسبريس: “بعد تفوقي في اجتياز عدد من الاختبارات منذ التحاقي عام 2009 باللواء الأول للمشاة المظليين، شاركت في مجموعة من التداريب والتحضيرات المكثفة للاستعداد للمشاركة في بطولات وملتقيات دولية، آخرها في دولة قطر عام 2021 خلال بطولة العالم العسكري للقفز المظلي التي حصد خلالها الفريق المغربي الرتبة الثالثة عالميا”.
وسردت باروش عددا من المحطات التي تميز فيها الفريق على الصعيد العالمي، وتوقفت عند سنة 2021 لتشير إلى أنها السنة الثالثة على التوالي التي يصعد فيها الفريق النسوي إلى منصة التتويج، قائلة إن “النتائج المشرفة التي حققتها الفرق النسوية منذ تأسيسها عام 1983 لم تكن ممكنة لولا مجهودات وتضحيات المتباريات وحرص قيادة القوات المسلحة الملكية عامة، واللواء الأول للمشاة المظليين خاصة، على توفير الدعم الكافي والمستمر من طائرات ومعدات لتسهيل وإعداد التداريب المشتركة”.
الفريق متكامل من جميع الجوانب، وتوفر عضواته جميع الخدمات، بداية من طي المظلات وصولا إلى صيانتها. وبهذا الخصوص، تحدثت العريف أميمة حجي عن تقديمها الخدمات المتعلقة بطي المظلات المستعملة للقفز الحر والأوتوماتيكي، قائلة إن من مهامها إجراء فحص شامل ودقيق للمظلة قبل استعمالها من أجل ضمان سلامة مستعمليها قبل القفز والهبوط من الطائرة.
وأضافت: “بعد سنتين من التدريب وبفضل الاجتهاد والمثابرة، تمكنت من الولوج إلى سرية طيران المظلات للقفز الحر كاختصاص أبرزت فيه حضوري وكفاءتي الاحترافية كباقي زملائي الجدد”.
من جانبها، تحدثت العريف عبد الناصر سعاد، من مركز تدريب اللواء الأول للمشاة المظليين، التي انضمت إلى الفريق عام 2020، وبعد سنة ونصف من التدريب والدراسة تم تعيينها بسرية إصلاح وصيانة المظلات بمركز تدريب الوحدات المحمولة جوا، عن مهامها اليومية، قائلة إنها “تتمثل في مراقبة جودة مظلات القفز وإصلاحها في حالة وجود عطب كثقب على مستوى الثوب أو الحبال”.