مطالب تجويد “خدمات الصحة” تتجدد في سوس
تعرف المؤسسات الصحية والاستشفائية بعمالتي وأقاليم جهة سوس ماسة، التي يبلغ تعداد ساكنتها 2.676.874 نسمة حسب إحصاء 2014 موزعة على مساحة تقدر بحوالي 59.071 كيلومترا مربعا، نقصا حادا على مستوى التجهيزات والخدمات والموارد البشرية؛ وهو ما دفع عددا من المنتخبين والنشطاء السياسيين والمدنيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى المناداة بالالتفاتة لهذا القطاع الاجتماعي، من أجل تسهيل وتحسين ظروف الوصول إلى العلاج والاستشفاء بسوس ماسة وتقوية العرض الصحي بها وتجويده.
وفي هذا الإطار، أثار النائب البرلماني الحسين أزوكاغ، ضمن سؤال موجه إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، عددا من أعطاب الواقع الصحي بجهة سوس ماسة؛ ضمنها، على مستوى الموارد البشرية، “النقص الكبير في الأطر الطبية وشبه الطبية وفي أطباء المداومة والأطباء العاملين، وبعض التخصصات خاصة طب العيون والولادة. كما أن طبيبين فقط يتناوبان على قسم الإنعاش الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 18 سريرا، فضلا عن قلة التقنيين بالنسبة إلى قسم الأشعة والمختبر، والنقص الكبير في الممرضين المشرفين على المرضى، كما أن أغلبهم مقبلون على التقاعد، وانعدام المداومة في قسم الأشعة”.
أما على مستوى التجهيزات والبنيات التحتية الصحية، فسجل النائب البرلماني، ضمن السؤال الذي اطلعت عليه جريدة هسبريس، أن “جهاز التشخيص (السكانير) دائم الأعطاب التقنية، وجهاز التشخيص بالرنين المغناطيسي IREMمنعدم، فضلا عن النقص في أجهزة الفحص بالأشعة وجهاز الفحص بالصدى ومعدات أخرى بالنسبة إلى قسم الولادة، هذا إلى جانب أن بعض تجهيزات الفحص بالأشعة متقادمة (تشخيص العظام) وكذلك تجهيزات المختبر، أضف إلى ذلك أن عدد قاعات الجراحة المشتغلة 5 من أصل 7، وضعف تجهيز قسم الإنعاش بالأسرة، وغياب قسم لإنعاش الأطفال، حيث يتم توجيههم في الغالب إلى مراكش، كل ذلك إلى جانب الاكتظاظ الحاد الذي تشهده مرافق المستعجلات وافتقارها إلى الأدوات الطبية”.
وفي معرض رده على نقائص قطاع الصحة بجهة سوس ماسة، أوضح رشدي قدار، المدير الجهوي للصحة بسوس ماسة، أن “القطاع يعرف مجموعة من المشاريع الإستراتيجية التي ستعزز البنية التحتية، سواء من حيث الموارد البشرية أو المعدات البيوطبية وكذا عدد الأسرة وأهمها المستشفى الجامعي، مستشفى الأمراض النفسية، مستشفى القرب بالقليعة والمستشفى المحلي بكل من أولاد برحيل وتافراوت، دون أن ننسى قسمي الإنعاش بكل من مستشفى بيوكرى وطاطا؛ وهو ما سيرفع من عدد الأسرة في أفق السنة المقبلة بـ59 في المائة، لتصل نسبة سرير لكل 1187 نسمة. أما فيما يخص مستشفى الحسن الثاني، فإنه يتوفر على قسمي إنعاش بطاقة سريرية 24 سريرا، إضافة إلى قسمين آخرين للإنعاش مخصصين لمرضى “كوفيد” بطاقة سريرية تصل إلى خمسين سريرا يشرف عليها ستة أطباء إنعاش، منهم ثلاثة أساتذة المستشفى الجامعي”.
وتابع الدكتور رشدي قدار، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “فيما يخص مصلحة الأشعة، فهي تتوفر على أكثر من سبعة عشر تقنيا للأشعة وطبيبي أشعة كافيين للقيام بالمداومة بكل من السكانير والكشف بالرنين المغناطيسي.
أما بالنسبة إلى مختبر التحاليل، فقد عرف إعادة تهيئة وتعزيز بأحدث المعدات البيوطبية، حيت كان المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير الأول في المغرب الذي يقوم بتحاليل كوفيد. كما سيتم تعزيزه في الأيام القليلة المقبلة بتقنيي المختبر. كما يتوفر مستشفى الحسن الثاني على ثلاثة أطباء عيون إضافة إلى أستاذ جامعي، في حين يتوفر قسم الولادة على ثلاثة أطباء اختصاصيين في التوليد منهم أستاذ جامعي. أما فيما يخص المركب الجراحي، فقد تم تقليص عدد القاعات فقط لإعادة انتشار الموارد البشرية من أجل التكفل بمرضى كوفيد على غرار جميع بلدان العالم”.
وفي ختام تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال المدير الجهوي للصحة بسوس ماسة: “لا يسعني في الأخير إلا أن أشكر جميع الأطر الصحية المدنية والعسكرية والمستشفى الجامعي على المجهودات المبذولة للحد من انتشار كوفيد وإنجاح عملية التلقيح، إضافة إلى شكر السلطات المحلية والأمنية والمنتخبة للمشاركة في الرفع من جودة العرض الصحي عبر شراكات جهوية وإقليمية. وللإشارة فقد توصلت مستشفيات الجهة مع بداية كورونا بأحدث المعدات البيوطبية، خصوصا بأقسام الإنعاش وأسرة جديدة”.