سبتة ومليلية تبحثان ملء الوظائف الشاغرة بالاتحاد الأوروبي بعد “البريكسيت”
تسعى الدوائر السياسية بكل من مليلية وسبتة المحتلتين إلى البحث عن منافذ اقتصادية بديلة بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها المدينتان منذ بروز الجائحة، وذلك من خلال الانفتاح على الاتحاد الأوروبي لملء مناصب الشغل الشاغرة بعد انسحاب بريطانيا منه.
وبحسب صحيفة “Ceutaldia”، فإن حكومتي سبتة ومليلية تهدفان إلى الاستفادة من الوظائف الشاغرة التي خلفها خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي، وذلك في سياق المساعي الإسبانية لإنعاش اقتصاداتها المحلية المتضررة من الطارئ الصحي طيلة السنتين المنصرمتين.
وتداولت حكومتا المدينتين في طبيعة الوضعية الاقتصادية والاجتماعية الحالية خلال اجتماع رقمي مشترك، خلص إلى أهمية عودة العلاقات بين الثغرين والمملكة المغربية إلى مستواها الطبيعي بغية تعزيز “الرخاء المشترك”، لكنه أعرب عن رغبة الثغرين في التحول إلى منفذ حدودي للاتحاد الأوروبي.
وبعد سحب “الأسلاك الشائكة” الموجودة في السياجات الحدودية التي تفصل ثغريْ سبتة ومليلية المحتلين عن بقية التراب المغربي، تستعد إسبانيا لتركيب “الأنظمة الذكية”، المشكلة من كاميرات للتعرف على أوجه الوافدين على المعبرين البريين في الشريط الحدودي خلال شهر نونبر المقبل.
ووفقا لصحيفة “إل كونفدونسيال ديجيتال” الإسبانية، فإن الحكومة المحلية في سبتة تعمل على تركيب تلك الأنظمة الحدودية “الذكية” استعدادا لفتح المعبر البري “تاراخال” في أقرب وقت، متوقعة أن تعود “الانسيابية اليومية” إلى هذا المعبر الحيوي بنهاية العام الجاري.
وبالنسبة إلى محمد بنعيسى، المكلف بالتواصل في مرصد الشمال لحقوق الإنسان، فإن “وقف التهريب من طرف المغرب والإغلاق النهائي لمعبري سبتة ومليلية المحتلتين بسبب كورونا، فضح الاستعمار الإسباني بهاتين المدينتين من ناحية كونهما متضررتين من النشاط الاقتصادي الذي كان يتم عبر الحدود، والعكس كان هو الصحيح”.
وأوضح بنعيسى، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “وقف التهريب أوقع الحكومتين في مأزق يتعدى ما هو اقتصادي إلى ما هو سياسي، ذلك أن المدينتين جزء لا يتجزأ من الوطن الأم الذي هو المغرب بحكم الجغرافيا والتاريخ، وبالتالي لا يمكن أن يكون لهما وجود حقيقي كحاضرتين إلا في إطار السيادة المغربية”.
وأردف الفاعل المدني ذاته بأن “الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يغامر بعلاقاته مع المغرب من أجل ترضية الحكومات المحلية بسبتة ومليلية المحتلتين، بالنظر إلى العلاقات الاستراتيجية والمصالح المتبادلة مع العديد من دوله، علما أن المغرب يتوفر على أوراق ضغط قوية تجاه القارة العجوز التي فقدت ريادتها وقوتها لصالح قوى أخرى”.