جميع الأخبار في مكان واحد

عوامل طبيعية وبشرية تكبح مردودية إنتاج الزيتون في إقليم وزان

يستقبل فلاحو إقليم وزان موسم الزيتون وسط حديث عن انخفاض مردودية الشجرة المباركة، التي يتفاوت عطاؤها من موسم إلى آخر بسبب عوامل طبيعية وأخرى بشرية.

ويرجع المهنيون هذا التراجع في الإنتاج إلى عوامل عدة مرتبطة أساسا بشح التساقطات المطرية، وظاهرة التناوب، إلى جانب قلة أو غياب الممارسات الزراعية الجيدة الكفيلة بالرفع من المردودية، مثل التشذيب والسقي التكميلي في السنوات العجاف خاصة، والتسميد ومعالجة الأعشاب والأمراض والحشرات الضارة.

وفي هذا الصدد، أرجع عبد اللطيف الزياتي، مهندس زراعي مسؤول عن معصرة عصرية، تراجع الإنتاج إلى إهمال الفلاح بالمناطق الجبلية للشجرة وعدم قيامه بصيانتها اللازمة، مؤكدا أن عملية الجني التقليدية التي تستخدم العصا المعروفة بـ”السقيط” لإسقاط حبات الزيتون، تتسبب في إسقاط الأغصان الحديثة، وذلك يؤثر سلبا على المردودية في السنة الموالية.

وأضاف المتحدث لهسبريس أن أشجار الزيتون المنتشرة بإقليم وزان تنتمي إلى المناطق البورية، وهو ما يميزها عن باقي المناطق الأخرى التي تعتمد على السقي.

مجهودات وتوقعات

تعتزم المديرية الجهوية للفلاحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة برمجة زارعة 30 ألف هكتار إضافية بالزيتون ضمن استراتيجية الجيل الأخضر، متوقعة أن ترتفع المساحة المزروعة بالزيتون إلى 200 ألف هكتار في أفق سنة 2030.

وتصل المساحة المزروعة الحالية إلى 170 ألف هكتار، 61 ألف هكتار منها تمت زراعتها في إطار مخطط المغرب الأخضر 2009-2019، وتتوقع المديرية الجهوية للفلاحة أن تبلغ الاستثمارات المبرمجة في إطار استراتيجية الجيل الأخضر 755 مليون درهم، من بينها 445 مليون درهم من طرف الدولة و310 ملايين درهم من طرف الخواص، تتوزع على 380 مليون درهم ستخصص لعالية السلسلة و375 مليون درهم لتثمين الإنتاج.

وستمكن هذه الجهود، حسب المصدر ذاته، من مضاعفة إنتاج الزيتون من 230 ألف طن حاليا إلى حوالي 413 ألف طن سنة 2030، ورفع المردودية من 1,4 طن إلى 2,2 طن للهكتار الواحد، كما يرتقب أن يتم في إطار استراتيجية الجيل الأخضر تشييد 22 وحدة جديدة لتثمين الزيتون، ما سيساهم في رفع طاقة عصر وحدات الزيتون بـ 40 في المائة، لتنتقل من 405 آلاف طن حاليا إلى 565 ألف طن سنة 2030.

وستمكن هذه الجهود من الرفع من قيمة الإنتاج من مليار و188 مليون درهم حاليا إلى 3 مليارات و429 مليون درهم، وزيادة القيمة المضافة من مليار و52 مليون درهم إلى 3 مليارات و223 مليون درهم، وخلق 2,3 مليون يوم عمل إضافي، من بينها 1,8 مليون يوم عمل لفائدة النساء.

وبينما تتحدث أرقام المديرية الجهوية للفلاحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة عن ارتفاع المردودية والمساحة المزروعة، إلا أن هذا الارتفاع لا ينعكس على سعر الزيتون والزيت؛ إذ يتراوح ثمن الكيلوغرام الواحد من الزيتون ما بين 6.5 و7 دراهم، ويبلغ ثمن لتر من الزيت 50 درهما.

وعزا أحمد، فلاح من منطقة بريكشة، الأثمنة الحالية إلى غلاء تكاليف اليد العاملة والمصاريف المواكبة من جني وتخزين وعصر، وهي المراحل التي تكلف الفلاح “غاليا”، بحسب تصريحه.

وقال أحمد لهسبريس إن مردودية القنطار الواحد من الزيتون تتراوح ما بين 20 و27 لترا من الزيت، مشيدا بالجودة العالية والطبيعية التي تتميز بها زيت الزيتون الوزانية لكونها خالية من الأدوية والمبيدات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.